زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[قصة موسى في سورة القصص]

صفحة 421 - الجزء 1

  أ فالواجب أن تكون الريبة صدرت ممن عرف بالإيمان والتقوى ومراقبة الله والتحري في دينه، فإن التأويل لمن كان كذلك واجب، لأن معرفتنا بما عليه المؤمن من الزكاء والتقوى والورع يدفع بنا إلى عدم الجزم بالحكم عليه بالتعمد لفعل المعصية والجرأة على معصية الله، ومن هنا قال تعالى: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ}⁣[النور: ١٢].

  ب ولا يجب التأويل إذا صدرت الريبة من رجل من عرض الناس وعوامهم، وحكم موسى # على الإسرائيلي هو من هذا القسم.

  ٣٢ - أن من شأن أولياء الله إذا وقعوا في معصية الله أن يبادروا بالتوبة والندم عقيب الزلة، ويسألوا الله تعالى المغفرة لذنوبهم، ولو كانت المعصية صغيرة.

  ٣٣ - إذا أراد التائب سؤال المغفرة من الله فليبدأ أولاً بالاعتراف بذنبه، وظلمه لنفسه ثم يسأل المغفرة بعد ذلك.

  ٣٤ - إذا عرف الرجل بالإجرام فلا تجوز معاونته على إجرامه.

  ٣٥ - كان موسى # قوياً في بدنه بدليل: {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ}⁣[القصص: ١٥] {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا ... الآية}⁣[القصص: ١٩].

  ٣٦ - إذا حضر رجل عند قوم أو دخل معهم، وسمعهم يتآمرون على الفتك بمسلم، أو على أخذ ماله أو ... إلخ فحقيق به أن يبادر إلى تحذير المسلم من أولئك المتآمرين، ولا يعد ذلك من إفشاء السر، بل إن ذلك من السر الذي تجب إذاعته إلى الرجل الذي تسارر القوم وتآمروا على الإضرار به.

  ٣٧ - الرجل الذي نصح موسى بالخروج من مصر وحذره من آل فرعون كان رجلاً صالحاً محباً لموسى جاهداً في نصحه، لذلك سعى وجرى إلى موسى من أقصى المدينة ليحذره، ولعل هذا الرجل الذي بادر إلى تحذير موسى هو الرجل الذي آمن بموسى فيما بعد وكتم إيمانه، وهو رجل من آل فرعون.

  ٣٨ - إذا وصلك التحذير من أمرٍ فبادر إلى الحذر، ولا تتريث، وهكذا صنع موسى.

  ٣٩ - ويؤخذ من هنا أنه يجوز أو يجب العمل بخبر الواحد إذا ظهرت قرائن