زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[قصة موسى في سورة القصص]

صفحة 422 - الجزء 1

  صدقه، وقد كان هناك قرائن تؤكد لموسى صحة الخبر وهي:

  أ - أن الرجل أقبل جارياً إلى موسى من أقصى المدينة مما يدل موسى على أن للرجل شأناً يدفعه إلى الجري من أقصى المدينة إلى موسى.

  ب - وقوع القتل من موسى للقبطي، ولا شك أن ذلك سبب داع إلى الاقتصاص من موسى وأخذ الثأر منه.

  ج - أكد الرجل ذلك الخبر لموسى: {إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}⁣[القصص: ٢٠].

  ٤٠ - إذا كان عندك لرجل نصيحة وقدمتها إليه فأردفها بذكر شيئين:

  أ ذكر العلل والأسباب التي تدل على أهمية النصيحة.

  ب ذكر ما يؤكد أنك صادق في نصيحتك وحريص على الخير للمنصوح، وهكذا كانت النصيحة التي تلقاها موسى من الرجل.

  ٤١ - على المرء الذي يريد الوصول إلى مصلحة أو إلى السلامة من أمر مخوف:

  أ أن يأخذ بالأسباب.

  ب وأن يعلم – وإن أخذ بالأسباب – أنه لا يصل إلى مطلوبه من السلامة من المخوف أو الحصول على المصلحة المرغوب فيها إلا بمعونة الله وإرادته وتوفيقه وتأييده، ثُم بعد تحقق ذلك يسأله تعالى مطلوبه.

  ٤٢ - يتفرع على ما قبل هذا أنه لا يحسن بالمؤمن الفقير أن يدعو الله ليرزقه من غير أن يأخذ بسبب من أسباب الرزق، ولا يجمل أن تدعو الله تعالى أن يرزقك العلم من غير طلب للعلم، وعلى المريض أن يأخذ بسبب الشفاء ويسأل الله تعالى الشفاء، فإنه إذا نزل الشفاء نفع الدواء، وهكذا.

  ٤٣ - لا كراهة في أن يسافر المرء وحده لضرورة الخوف، أو لتضيق واجب، أو لنحو ذلك من الضرورات.