زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[نصائح من بعض قوم قارون له]

صفحة 441 - الجزء 1

  ٤٧ - أن من أدب المتعلم التواضع لمن يتعلم منه، ولو كان المتعلم أشرف وأرفع.

  ٤٨ - أن من الحقيق بالعالم - وإن بلغ من العلم ما بلغ - أن يطلب المزيد من العلم، وأن يبحث عن أهل العلم حتى يأخذ عنهم، وإن اعتقد خلوا الزمان من العلماء، فلعل في الزوايا خبايا، {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}⁣[طه: ١١٤].

[نصائح من بعض قوم قارون له]

  · قال تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ...}⁣[القصص: ٧٧]:

  هذه الأوامر والوصايا من بعض قوم قارون لقارون، وكان قد آتاه الله من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، فلم يستمع لأوامرهم ولا لوصاياهم، بل بغى في الأرض وطغى وأفسد؛ فخسف الله به وبداره الأرض.

  ولو اتبع وصاياهم لزاده الله تعالى نعماً إلى نعمه، وخيراً إلى خيره، وأصلح له دنياه وآخرته، ولكنه لم يسمع فخسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين.

  وكانت وصاياهم إليه أربع⁣(⁣١) وصايا هي:

  ١ - {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ} والمعنى: اطلب بما أعطاك الله من الكنوز ثواب الله، وذلك بأن تنفق في سبيل الله وفي الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام والمحتاجين والأقارب وفيما يقرب إلى الله، وليكن ذلك قصدك وبغيتك وتعقد عليه نيتك.

  ٢ - {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} المعنى: ولا حرج عليك في أن تتنعم في مالك بما يباح ويحسن في اللباس والأكل والشرب والنكاح والبناء، وغير ذلك مما أحله الله لعباده وأباحه لهم، هذا واحد من التفاسير لهذه الجملة.

  ٣ - {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} المعنى: اشكر الله تعالى على نعمه


(١) والخامسة: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ٧٦}⁣[القصص]. (مؤلف).