فوائد من سورة مريم &
  واتباع رسالته وامتثال أمره ونهيه والائتمام به و ... إلخ؛ لما هو مركوز في طبائع البشر من عدم اعتبار ما صدر عن الصبيان من الأقوال والأفعال وأن كلما صدر عنهم من ذلك لغو لا يتعلق به حكم.
  - أما في خاصة نفس الصبي فيمكن تكليفه إذا كمل عقله وكملت قوة بدنه وقوة تحمله وصبره و ... إلخ، وإذا كان الأمر كما ذكرنا فلا تكمل حجة الله تعالى على عباده برسالة الصبي.
  - ولو لم يكن من الموانع إلا ما ارتكز في عقول الرجال من أنفة الطاعة للصبيان والائتمام بهم وإعطائهم زمام الأمر والنهي و ... إلخ لكان ذلك مانعاً من إرسال الله لهم؛ لمنافاته للحكمة من الرسالة.
  - وقد قال تعالى في موسى #: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا}[القصص: ١٤]، وقال تعالى في يوسف #: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا}[يوسف: ٢٢].
  فإن قيل: قد حكى الله تعالى عن عيسى # وهو في المهد: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ٣٠ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ٣١ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ٣٢ وَالسَّلَامُ عَليَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ٣٣}[مريم].
  فيقال: إن الله تعالى أنطق عيسى بذلك الكلام وهو في المهد ليبرئ أمه مريم & مما اتهمها به قومها بدليل ما قبل هذه الآية وهي قوله: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَامَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ٢٧ يَاأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ٢٨ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ٢٩ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ... إلخ}[مريم].
  - {الْمِحْرَابَ}: هو مكان تعبد زكريا #، وفيه: أنه ينبغي للمؤمن أن يوظف أوقاته فيجعل جزءاً منه لعبادة ربه، وجزءاً منه لإرشاد الناس ودعوتهم إلى الله وإلى دينه وعبادته، وجزءاً ... إلخ.