فوائد من سورة مريم &
  أراد الله تعالى بهذا التكليف الثقيل عليها أن يوصلها به إلى الدرجات الرفيعة والثواب العظيم والخير الكثير في دار كرامته، وقد قال تعالى في آخر سورة التحريم: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ١٢} فأكرمها الله تعالى حين أحصنت فرجها، وبلغت من العفة والزكا والطهارة أعلى المنازل بأن جعلها تحمل في بطنها نبي الله عيسى #، وأثنى الله تعالى عليها في هذه الآية وختم ثناءه عليها بأنها كانت من القانتين.
  - أن تعزية المصاب وتسليته عن مصيبته من فضائل الأعمال.
  - وأن السكوت أفضل ما يقابل به جهل الجاهلين وشتائم الشاتمين.
  - أن الله تعالى ينتصر للساكت، ويتولى الدفاع عنه والانتصار له.
  - أنه لا يجوز التسرع بالذم والحكم بالفسوق على أهل الستر والعفة إذا صدر منهم ما يستنكر، فلعل لهم عذراً فيما ظهر منهم، ولعل ... ولعل ... حتى يتبين الأمر.
  - وأن صلاح الولد من صلاح أبويه، وأن فساده من فساد أبويه في جاري العادة، لذلك قال قوم مريم لها لما أتت بمولودها: {يَاأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ٢٨}[مريم].
  - أكرم الله تعالى مريم بكرامات ذكرها في هذه السورة هي:
  أ - أن جعلها واختارها أماً لعيسى بن مريم.
  ب - أن الله تعالى أرسل إليها جبريل الأمين ليخبرها بكرامة الله لها بحمل رسول الله عيسى # من غير أب.
  ج - أن الله تعالى - حين ولادتها - أنبع لها ماءً، وجعل لها رطباً جنياً، وناداها منادي ربها: أن تأكل من تلك الثمرة، وتشرب من ذلك الماء، وأمرها منادي ربها إذا سألها السائلون بالسكوت.
  د - أنطق الله تعالى ولدها بعد ولادته ليُبَرِّئ أمه مما بهتها به قومها.