زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[قصة أصحاب الكهف أيضا]

صفحة 465 - الجزء 1

  سلطنته، وأنه كان شديد الكفر.

  · {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ٢١}:

  كشف الله تعالى خبر أصحاب الكهف للناس، واطلعوا عليهم وعلى كهفهم، ومدة لبثهم في نومهم، ليكون لهم آية على صدق ما وعد الله من بعث الأموات والحساب والجزاء، وأن الساعة أمر كائن، وحق ثابت لا مرية فيه ثم أماتهم الله في كهفهم.

  وحين أعثر الله عليهم، وعرف الناس خبرهم واجتمعت الحشود عند كهفهم - صاروا يتنازعون في أسمائهم وأنسابهم وملكهم، وسبب الهروب إلى الكهف، وما هو السبب الذي استوجبوا به الكرامة عند الله؟ ونحو ذلك مما تدعو إليه طبائع الناس من الخوض في الأمور الغريبة، والقول فيها.

  وكان مما تنازعوا فيه كيفية مواراة أصحاب الكهف بعد اتفاقهم على كرامتهم عند الله فقال بعضهم: نبني عليهم بنياناً حفاظاً على كرامتهم وكرامة تربتهم، وقال بعضهم وهم المسلمون: {لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا}، وكان المسلمون هم الأغلبية القوية فبنوا عليهم مسجداً يصلي فيه المسلمون، ويتعبدون الله بجوار قبورهم، فازدادت كرامتهم وكرامة تربتهم كرامةً إلى كرامتهم، وبالصلاة هناك تربو الكرامة ويتضاعف الشرف.

  · {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ٢٢}:

  أخبر الله تعالى رسوله ÷ والمؤمنين وهم في مكة أن أهل الكتاب مختلفون في عدد أصحاب الكهف والرقيم إلى ثلاثة أقوال كما حكى الله تعالى هنا.

  ثم أمر الله تعالى نبيه ÷ أن يقول: إن الله تعالى هو العالم بعددهم على