زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[قصة أصحاب الكهف أيضا]

صفحة 466 - الجزء 1

  الحقيقة، وأن أهل العلم بعددهم قليل، ونهاه ÷ أن يجادل أهل الكتاب في عددهم وقصتهم، ونهاه أن يستفتيهم عن أصحاب الكهف، وعن عددهم وقصتهم؛ لأنه لا وثوق بعلمهم؛ لما وقع من التحريف لكتابهم، ولأنهم لا يتحرجون عن القول بما لا يعلمون.

  كما حكى الله تعالى هنا عن أهل القول الأول والثاني بأنهما قالا ما قالا رجماً بالغيب، وهذا تكذيب من الله لهما فيما قالوه، ولم يكذب تعالى أهل القول الثالث وهم الذين قالوا: {سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} فيكون ذلك إشارة إلى أنه القول الصائب.

  · {وَكَلْبُهُمْ}:

  أكرم الله تعالى كلب أصحاب الكهف لما تعلق به من آيات الله؛ فإنه نام مع أهل الكهف حول باب الكهف وهو باسط ذراعيه، وبعثه الله حين بعثهم، والسر فيما جرى على كلب أصحاب الكهف هو مصاحبته لهم، وفي ذلك دليل على أن مصاحبة الصالحين ومجالستهم سبب لنيل الكرامة من الله، وإدراك نصيب من رحمته التي ينزلها لعباده الصالحين.

  · {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ٢٣ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ٢٤}:

  لا يدري الإنسان ماذا يأتي به الغد، وإذا عزم الإنسان اليوم على أن يعمل في غده عملاً فإنه قد لا يتيسر له ذلك العمل الذي نواه، وقد يعوقه عن فعله عائق من أمر الله، وقد يفسخ الله نيته وعزيمته؛ لذلك نهى الله تعالى نبيه ÷ أن يقول ويجزم بأنه سيفعل فعلاً في غدٍ إلا أن يأذن الله له في قول ذلك.

  {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} ليكن أمر الله ونهيه وتعاليمه على ذكر منك، فلا تخالف أمر الله ونهيه وتعاليمه.

  - {وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ٢٤} أمر الله تعالى نبيه أن يدعو الله ربه، ويسأله الهداية إلى الحق الذي اختلفوا فيه، وأن يدله إلى القول الحق من بين أقوال المختلفين.