[قصة أصحاب الكهف أيضا]
  يجلس مع المؤمنين المستضعفين، وأن يمسك نفسه على مصاحبتهم والجلوس معهم؛ لأنهم آمنوا بالله، وتواضعوا لعظمته، واستسلموا لعزته، وشغلوا أوقاتهم بعبادته وذكره ودعائه، يريدون رضاه عنهم ومغفرته لذنوبهم.
  وأمر الله نبيه ÷ أن يقصر بصره عليهم، وألا يفتح جفنيه إلا عليهم، والمقصود أن ينظر إليهم نظر تعظيم وتقدير، وأن يستعظم ما هم فيه من الإيمان والعبادة لله والذكر، وأن يعتد ذلك في نفسه نعمة عظيمة أنعم الله بها عليهم، وأنهم هم أهل الكرامة على الله وأهل الزلفى لديه.
  ونهاه تعالى أن ينظر إلى ما أعطى الله المشركين من متاع الدنيا وزينتها نظر تعظيم وإعجاب، فليس ما هم فيه لكرامتهم على الله، وإنما أعطاهم ذلك فتنة واختباراً، لا قيمة عند الله لذلك المتاع ولا وزن.
  · {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ٢٨}:
  ونهى الله تعالى نبيه ÷ أن يستجيب لطلب المشركين حيث طلبوا منه ÷ أن يقصي المؤمنين عن مجلسه، ولهم مطالب أخرى تقدموا بطلبها إلى النبي ÷، إذا استجاب لهم النبي ÷ إلى تحقيقها فإنهم سيدخلون في الإسلام، منها:
  - أن يأتي بقرآن غير هذا أو أن يبدله.
  - ومنها: أن يأتيهم بآية، كأنهم لم يعتدوا بما جاءهم به النبي ÷ من الآيات البينات.
  - ومنها: أن يعبدوا إلهه ÷ سنة، ويعبد هو ÷ آلهتهم سنة، و ... إلخ.
  {أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا}: أوجد الله تعالى للمكلفين سببين اثنين بنى عليهما التكليف هما:
  ١ - سبب الهدى والإيمان.
  ٢ - سبب الغفلة والضلال.