زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[جواز الكتابة على الألواح عند القبور واتخاذ المساجد]

صفحة 470 - الجزء 1

  أو معصية لكان تسميتهم بأصحاب الرقيم ذماً، كما في أصحاب السبت، وأصحاب العجل، و ... إلخ، وسياق قصة أصحاب الكهف سياق مدح وثناء على أولئك الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم ربهم هدى، وجعل لهم من الكرامات والآيات العجيبة ما لا يخفى على قارئ قصتهم في سورة الكهف.

  فإن قيل: قد كان ذلك جائزاً في أهل تلك الملة، وشريعتنا الإسلامية قد نسخت ما تقدمها من الشرائع كما لا يخفى.

  قلنا: الشرك ولواحقه وتوابعه وما يشبهه لا يختلف باختلاف الشرائع، ولا يتغير حكمه بتغير الشرائع، فما كان شركاً في ملة نوح أو ملة عيسى @ فهو شرك في كل ملة: {وَلَا يرضى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}⁣[الزمر: ٧].

  - ذكر الله تعالى في آخر قصة أصحاب الكهف والرقيم: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ٢١}⁣[الكهف]، فيدل ذلك على جواز بناء المسجد بجوار قبور الصالحين.

  يؤيد ذلك ما ورد بالتواتر أن ما بين قبر النبي ÷ ومنبره روضة من رياض الجنة، ولا منافاة بين هذا وبين ما روي عن النبي ÷ أنه قال: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»، وروي ما معناه: «لا تتخذوا قبري وثناً يعبد».

  فحديث اللعن يراد به الذين يتعمدون ويقصدون سطح القبر بالصلاة عليه، إما تعظيماً لصاحب القبر، وإما طلباً لفضل الصلاة عليه وكثرة ثوابها، والحديث الثاني يراد به النهي عن عبادة القبر الذي فيه النبي ÷.

  أما الصلاة التي أمر الله تعالى بها فلا مانع من إقامتها بجوار قبر أو قبور، إذا كانت القبور أو القبر عن يمين المصلي أو عن شماله أو خلفه.

  ولا ينبغي للمصلي أن يصلي وبين يديه قبر، وذلك لئلا يتوهم من يراه يصلي أنه يصلي للقبر، ولئلا يتشبه بمن يعبد القبور.