[فوائد من سورة البقرة]
  التوحيد، وبما له من الكمال والعظمة والجلال، وبما له من السمع والطاعة، وبما يستحقه من الشكر قولاً وعملاً واعتقاداً؛ أما ذكر اللسان المجرد إذا لم يصحبه الشكر والعمل والاعتقاد فلا عبرة به.
  - وذكر الله تعالى لذاكريه هو ذكره تعالى لهم بمغفرته ورحمته ورضوانه.
  - قد يكون المكلف سامعاً مطيعاً معظماً لله تعالى يطيع الله تعالى ولا يعصيه، ثم إنه يذكر الله تعالى بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، و ... إلخ، يريد بذلك رضوان الله تعالى، ولكنه عند ذكر الله بذلك الذكر لا يستحضر في قلبه معاني ذلك الذكر، وإنما يذكر الله بلسانه وقلبه مشغول، وربما استحضر معنى كلمة دون كلمة، فنقول:
  الذي يظهر لي أنه يثاب الذاكر لله تعالى بلسانه، وإن لم يستحضر معنى الذكر الجاري على لسانه إذا صدر من المطيع لله تعالى.
  والدليل على ذلك: أن الذاكر لله كذلك تكون نيته التعظيم لله تعالى بالتسبيح والتحميد و ... إلخ، وما ابتنى من الذكر على نية التعظيم لله وتقديسه وتحميده وتوحيده فإنه تترتب عليه الأحكام الشرعية والعقلية ولا يلغى كما يلغى كلام الساهي والنائم.
  - وهكذا العكس فإن من صدر منه الكلام القبيح فإنه يترتب عليه من الأحكام ما يترتب شرعاً وعقلاً إذا كان صادراً عن نية وقصد إلى التكلم به، وإن لم يستحضر حال التكلم للمعاني.
  - والذي لا بد منه القصد والنية إلى التلفظ باللفظ الدال على المعنى المطلوب في الجملة.
  - وعلى هذا فيثاب المؤمن على اللفظ الدال على تعظيم الله وتقديسه إذا صدر عن نية وقصد، فالأعجمي الذي لا يعرف لغة العرب يثاب على قراءة القرآن وذكر الله إذا صدر عن نية التعظيم لله وإن لم يعرف معاني ألفاظ القرآن ولا معاني ألفاظ الذكر؛ إلا أنه قد عرف في الجملة أن فيما يجريه على لسانه تعظيم لله تعالى وتقديس.