زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة البقرة]

صفحة 54 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ١٥٥ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ١٥٦ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ١٥٧}⁣[البقرة]، وقوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ٣٠}⁣[الشورى]:

  النوازل والمصائب:

  ١ - منها ما ينزل بالمؤمنين المحافظين على التقوى، والحكمة فيه هي الاختبار للمؤمنين، وتعريضهم للثواب والأجر العظيم، وهذا ما تفيده الآية الأولى.

  ٢ - ومنها ما ينزل بالعصاة من المؤمنين وغيرهم، والحكمة من ورائه هي: الجزاء والعقاب، ثم التنبيه للعصاة والإيقاظ لهم عن غفلتهم عن الله ليتوبوا ويرجعوا، وهذا ما تفيده الآية الثانية، وهي عامة والآية الثانية خاصة، فيحمل العام على الخاص.

  {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ١٥٧}⁣[البقرة]، استحقوا هذا العطاء؛ لأنهم رضوا عن الله فيما ابتلاهم به؛ لأنه ربهم ومالكهم العليم الحكيم الذي لا يظلم فلم يعترضوا على الله فيما فعل في ملكه، وأيقنوا أنه لا يظلمهم، وأنهم سيرجعون إليه فيوفيهم أجورهم على رضاهم عن ربهم وصبرهم على ما ابتلاهم.

  {عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}: صلوات من ربهم هي رحمات كثيرة متنوعة، وإنما قلنا إنها متنوعة؛ لأن لفظ صلاة مصدر والمصادر لا تجمع إلا إذا تنوعت أفراده.

  ويمكننا أن نبين الرحمات المتنوعة التي يعطيها الصابرين المذكورين في الآية بأنها: أن يعطيهم الله تعالى الأمن بعد الخوف، والشبع بعد الجوع، وأن يوفر لهم الأموال، ويبارك لهم فيها، وأن ينمي النسل ويبارك لهم فيه، وأن يصلح لهم