زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة البقرة]

صفحة 55 - الجزء 1

  الثمار، ويضاعف لهم في بركتها.

  ويكون ذلك جزاءً لهم على صبرهم، وقد استوحينا البيان للرحمات من أول الآية، وهذا بالإضافة إلى ما يمكن أن يزيدهم الله من فضله أنواعاً أخرى من الرحمات.

  قوله تعالى: {... وَرَحْمَةٌ ..}: عطف الله تعالى ذلك على {صَلَوَاتٌ}، فيكون من عطف الخاص على العام؛ لأن الصلوات هي الرحمات فيدل ذلك على أن الرحمة المعطوفة رحمة تتميز عن الرحمات بالعظم.

  ويمكن أن تفسر هذه الرحمة العظيمة بالمغفرة ودخول الجنة.

  {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}: ختم الله تعالى الآية بأن وصف الصابرين بأنهم الذين أبصروا طريق الهدى وتحققوه، ثم مضوا فيه على بصيرة، وإنما فسرناه بهذا التفسير؛ لأن لفظ «مهتدون» مأخوذ من «اهتدى» الذي هو مطاوع «هدى» يقال: هداه فاهتدى، وحينئذ فلا يقال: اهتدى ومهتدي إلا على تقدير سبق ما يوجب الاهتداء من دعوة رسول أو عالم أو نظر وتفكير في آيات الله أو نحو ذلك.

  · قال تعالى: {أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}⁣[البقرة: ١٦٥]:

  حب الله جل وعلا وحب رسوله ÷ يراد به: السمع والطاعة، وإيثار طاعتهما، وامتثال ما أمرا به أو نهيا عنه على طاعة ما سواهما.

  فإذا أمر الرجل ابنه مثلاً بفعل أمر هو معصية لله وحثه عليه، وألح عليه في فعله وتهدده فلم يرض لأبيه بفعل المعصية خوفاً من الله وإجلالاً له وإيثاراً منه لطاعة الله على طاعة أبيه، فالذي يكون كذلك أشد حباً لله من حبه لأبيه.

  وهكذا حب الرسول ÷، وليس المراد بحب الله ورسوله - ما يجده المرء في نفسه من التعطف والرحمة والرقة للمحبوب، بل المراد ما ذكرنا من السمع والطاعة، وإيثار طاعة الله على طاعة ما سواه على الإطلاق في كل صغير وكبير، وفيما تحب النفس وما تكره.