[فوائد من سورة البقرة]
  وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}[البقرة: ٢٧٥]:
  - قبح الله تعالى إلينا أكل الربا بما ضرب في هذه الآية من المثل لأكَلَتِه.
  - وصفتهم تلك التي صورها الله تعالى لنا قد تكون في الدنيا، وقد تكون في الآخرة؛ فإن كانت في الدنيا فالمراد - والله أعلم - أن ما استفاده صاحب الربا من المكاسب عن طريق الربا ستكون وبالاً عليه في نفسه، وفي تجارته:
  - أما في نفسه فبالأمراض التي يحرم معها من الاستمتاع واللذة بماله، وببخس ذريته وبفساد أهله، وبكراهة الناس له، وبالقلق والخوف على نفسه وماله، وبالتعب والنصب في حفظ ماله وحراسته، وبفقدان المروءة والحياء ومكارم الأخلاق.
  - وأما في ماله فلا يبارك الله تعالى له فيه، بل لا يزال يتعرض للنكبة بعد النكبة، والخسارة بعد الخسارة، والضياع بعد الضياع؛ فإذا استفاد مالاً من الربا أصيب بنكبة، ثم ينتعش ثانية بالربا، ثم يسقط بنكبة أخرى.
  - وإن كان المراد في الآخرة فقال أهل التفسير: إن ذلك حين يخرج الناس من قبورهم للحساب؛ فإن أكلة الربا لا يسرعون كغيرهم بل يقومون ويسقطون، ثم ينهضون فيسقطون وهكذا.
  - وقال تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}[البقرة: ٢٧٦]، ومحق الله تعالى للربا هو أن يذهب بنفعه وبركته وفائدته وجماله ولذته بحيث لا يصل إلى المربي منه لا نفع ولا فائدة، ولا لذة ولا جمال، ولا غير ذلك مما يحصل من المال في العادة.
  - {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ}[الروم: ٣٩].
  · قال تعالى: {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ}[البقرة: ٢٨٣]:
  نهى الله تعالى في هذه الآية عن كتم الشهادة، وأن كاتمها آثم، إلا أن هناك حالات يجوز للشاهد كتم شهادته، هي: