[فوائد من سورة البقرة]
  ٦ - قد يؤخذ من هنا أن من شأن المؤمن أن لا يصدر منه معصية لله إلا عن طريق النسيان أو الخطأ، أما تعمد المعصية لله فلا يصدر من مؤمن على الإطلاق.
  ٧ - قد يؤخذ من هنا أن من شأن المؤمن أن يكون خائفًا من عقوبة في التكليف؛ وذلك بأن يشدد الله على المؤمنين بعض التكاليف عقوبة لهم على بعض ذنوبهم، فهو يبادر إلى التضرع إلى الله بالدعاء أن لا يحمله أحمالًا ثقيلة كتلك الأحمال الثقيلة التي كلفها بني إسرائيل فيكون المراد بالدعاء بذلك هو الدعاء بأن لا يقع في معصية تكون سببًا في معاقبته بالتكاليف الشديدة.
  ٨ - {وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} قد يكون المراد بالدعاء بأن لا يكلف المؤمن بالتكاليف الشديدة التي يصعب حملها على المؤمن ويثقل عليه القيام بها.
  ٩ - {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا} هذه ثلاث دعوات:
  الدعوة الأولى: هي طلب العفو من الله، والعفو: هو عدم المؤاخذة بالذنب.
  الدعوة الثانية: هي طلب المغفرة من الله، والمغفرة هي أن يمحو الله تعالى الذنب من صحيفة السيئات حتى كأنه لم يكن.
  الدعوة الثالثة: هي طلب الرحمة، والرحمة اسم شامل لما يعطيه الله تعالى لعباده من النعم الدينية والدنيوية.
  ١٠ - {أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} توسلوا إلى الله تعالى في أن ينصرهم على القوم الكافرين بذكر ما عندهم من الإيمان واليقين بأن الله تعالى مالك أمرهم، وأنه أولى بهم من أنفسهم، لا أمر لهم مع أمره، وأنه ناصرهم لأنهم عباده المؤمنون.