[فوائد من سورة النساء]
  ٦ - وفي ذلك ما يدل على أنه يشترط في قبول كل ما يتقرب به إلى الله حصول تلك النية التي ذكرنا.
  ٧ - الآية نزلت في جماعات من المسلمين كانت كل جماعة تجتمع للمناجاة والكلام، فيخوضون في الكلام من غير تحرّج منهم عما لا ينبغي الخوض فيه، فنبههم الله تعالى على سوء صنيعهم، وأرشدهم إلى ما ينبغي أن يخوضوا فيه من الكلام.
  · قال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ١١٤}[النساء]، ذكر الله تعالى هنا ثلاثة أعمال مبرورة وعد الله تعالى العاملين لأيها أو لها أجراً عظيماً وهي:
  ١ - الأمر بالصدقة.
  ٢ - الأمر بالمعروف.
  ٣ - الأمر بالإصلاح بين الناس.
  وهنا فوائد:
  ١ - أن لهذه الأعمال الثلاثة شأناً عظيماً عند الله تعالى، ووجه عظمة شأنها عند الله كما يظهر لي أنه يترتب عليها صلاح الدنيا واستقرار الأمن والسلام والسلامة من الفساد والخراب والدمار، وذلك أن الصدقة تغطي حوائج الفقراء، ويترتب على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غياب الفساد والظلم والشرور والآثام وحصول الخير والرحمة والتعاطف والتبار والتواصل والإخاء، و ... إلخ، وبالإصلاح بين الناس تحصل السلامة من تلف الأرواح وتلف الأموال وأمن السبل، فيتوفر الناس حينئذ على تنمية معارفهم وتنمية أموالهم، و ... إلى آخره.
  وبما ذكرنا تعرف أن تلك الأعمال الثلاثة إذا توفرت عاش الناس في سعادة وأمن، وتوفرت أسباب المعيشة، ونمت الأموال والتجارات، وعمرت المساجد والمدارس،