زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الأعراف]

صفحة 87 - الجزء 1

[فوائد من سورة الأعراف]

  · قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ ...}⁣[الأعراف: ١١]: ذكر الله تعالى هنا ثلاث نعم أنعم بها على بني آدم وهي:

  الخلق لهم، والتصوير لهم في أحسن صورة، وأمره تعالى للملائكة بالسجود لأبيهم آدم فسجدوا إلا إبليس، والمقام هنا هو في تذكير بني آدم بنعم الله عليهم، وحينئذٍ فلا حاجة إلى تقدير محذوف: «خلقنا أباكم، ثم صورنا أباكم، ثم قلنا للملائكة ..»، وممن ذكر هذا التقدير الزمخشري، وتبعه الكثير من المفسرين، والذي دعاهم إلى هذا التقدير أنهم حملوا «ثم» على معناها الحقيقي، ولا يصح حملها على معناها الحقيقي إلا بذلك التقدير.

  - وأما على ما ذكرت أولاً من أن المقام مقام تذكير بني آدم بنعم الله عليهم فلا داعي إلى ذلك التقدير، وتكون «ثم» للترتيب في عظم النعمة، فيكون ما بعد «ثم» أعظم مما قبلها، وقد ورد في القرآن الكريم الكثير من استعمال «ثم» في هذا المعنى، وهو استعمال مجازي.

  فيكون تكريم آدم أبي البشر بسجود الملائكة له بأمر الله تعالى أعظم النعم الثلاث، ويتلوها في العظم تصوير بني آدم فيما هم عليه من حسن الصورة، ويتلو ذلك في العظم خلقهم.

  - ومن فوائد هذه الآية:

  ١ - أن نعمَ الله تعالى على الآباء نِعم على الأبناء أيضاً يلزمهم شكرها، ويتوجه عليهم الاعتداد بها.

  ٢ - أن الابن يلحق بأبيه القريب أو البعيد في الشرف والكرامة.

  ٣ - أن أعظم نعم الله تعالى على بني آدم هي سجود الملائكة لأبيهم آدم بأمر الله تعالى.

  ٤ - أن الله تعالى يريد لبني آدم الشرف والكرامة والرفعة في الدنيا.