زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الأعراف]

صفحة 88 - الجزء 1

  ٥ - المطلوب من بني آدم أن يحافظوا على منزلتهم التي أنزلهم الله تعالى فيها من الشرف والكرامة والرفعة، وأنه لا ينبغي لهم أن يتنازلوا عنها، ولا أن يدنسوا أنفسهم ويضعوها في مواضع الذلة والمهانة.

  - وما ذكروه من أن التقدير: «خلقنا أباكم، ثم صورنا أباكم ....» يكون تفسيره وفوائده كما ذكرنا، إلا أن النعم الثلاث تكون على آدم أولاً، وعلى ذراريه ثانياً، وفي قولهم خروج عن الظاهر في: «خلقناكم»، و «صورناكم» وهما موضعان، وفيما ذكرت خروج عن الظاهر في «ثم»، وهي كلمة واحدة وإن تكررت.

  ويرجح قولنا أيضاً: أن الحذف خلاف الأصل، ولا يصار إليه إلا عند الضرورة إليه، ولا ضرورة كما ذكرنا.

  مزيد من الأدلة على بعض ما تقدم:

  قال تعالى وهو يخاطب اليهود في زمن النبي ÷: {اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}⁣[البقرة: ٤٧]، {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ ... وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ ...}⁣[البقرة: ٥٠ - ٦١] إلى آخر ما ذكر الله تعالى في سورة البقرة، فجعل الله تعالى ما أنعم به من النعم العظيمة على أوائل بني إسرائيل نعماً على ذراريهم.

  - وهكذا تكون مساوئ الآباء مساوئ للأبناء، بدليل ما ذكره الله تعالى مخاطباً لبني إسرائيل أيضاً المعاصرين للنبي ÷: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ...}⁣[البقرة: ٧٢] وإلى آخر ما وبخهم الله تعالى عليه في سورة البقرة على ما صنعه آباؤهم، وعلى هذا فينحط شرف الابن تبعاً لانحطاط شرف أبيه.

  · سؤال: ما معنى قوله تعالى: {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ}⁣[الأعراف: ٤٠]؟

  الجواب: هذا التعبير كناية عن سخط الله تعالى عليهم، وأن أعمالهم عنده غير مرضية وغير مقبولة، وليس المقصود أن ثمة أبواب تغلق وتفتح.