زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الأعراف]

صفحة 89 - الجزء 1

  والقرآن نزل بلغة العرب، والعرب يتفننون في لغتهم فتارة يذهبون بها مذهب الكناية، وتارة مذهب المجاز، وذلك من أجل توضيح المعنى وتصويره للسامع.

  · ، قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}⁣[الأعراف: ٣٢]:

  ١ - الزينة هي كل ما يتجمل به الناس من ثياب وفراش ومراكب وحيوانات وطيور وألوان وأصباغ وذهب وفضة وجواهر ولآلئ ودر وصناعات وزخارف وتماثيل ونقوش وطيب وأواني وتفنن في المباني وإلى آخر ما توصل إليه البشر من فنون التجميل في جميع المجالات، فكل ذلك مما أنعم الله تعالى به على عباده، وأباحه لهم، وأراد لهم أن يتمتعوا بها فضلاً منه ورحمة.

  ولا يستثنى من ذلك إلا لبس الحرير والذهب فإن الله حرمهما على الرجال دون النساء، وهكذا لبس الثياب الحمر والصفر فإنه ورد الخبر بتحريمهما على الرجال.

  ويستثنى أيضاً من ذلك أن يتشبه الرجال بالنساء والعكس في اللباس والحلي وفي غيرهما.

  ٢ - وطيبات الرزق هي جميع المأكولات والمشروبات، ويستثنى من ذلك: أكل الميتة والخمر ولحم الخنزير والدم وما أهل به لغير الله وكل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير، وما أشبه ذلك من حيوانات البحر والحشرات والديدان وأكل أموال الناس بالباطل و ... إلى آخر ما ورد القرآن أو السنة بتحريمه، وهو معلوم في كتب الفقه.

  ٣ - يؤخذ من الآية أن الأصل في طيبات الرزق وما أخرجه الله تعالى من أنواع الزينة هو الحل، وعلى هذا فلا يحرم إلا ما ورد الدليل على تحريمه وإلا فهو حلال.