زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الأعراف]

صفحة 90 - الجزء 1

  · قال الله تعالى: {وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ..}⁣[الأعراف ٤٦]:

  الذي يظهر لي أن أصحاب الأعراف رجال مؤمنون من أهل كرامة الله ورضوانه، ومن كرامة الله لهم أن اختصهم بالوقوف على الأعراف المرتفعة التي يمكنهم من فوقها أن يروا أهل سخط الله وعذابه، وأهل رضوانه وثوابه، فينظرون إلى هؤلاء وإلى هؤلاء، ويخاطبون هؤلاء وهؤلاء، وينادون هؤلاء وهؤلاء كلاً باسمه أو بصفته.

  وأصحاب الأعراف رجال مؤمنون - كما ذكرنا - من أهل كرامة الله، ويظهر من خلال كرامتهم هذه أنهم كانوا في الدنيا من الدعاة إلى دين الله، ومن الهداة الدالين على الحق، ومن المبلغين لحجج الله وبيناته، فيرى كل واحد من أصحاب الأعراف القوم الذين ردوا دعوته، ولم يقبلوا ما أتاهم به من الهدى والبينات، ويعرفهم بأسمائهم وبصفاتهم، ويرى أيضاً المؤمنين الذين استجابوا لدعوته وقبلوا هداه وبيناته.

  فيرى أصحاب الأعراف وقومهم تصديق الوعد والوعيد و ... إلخ.

  والسر في ذلك أن الرجل إذا جاء بخبر صادق، فقوبل بالتكذيب والاستهزاء يشتد ضيقه وحزنه وتنكسر نفسه ويغتم كثيراً، ولا يكون شيء أحب إليه من أن يظهر صدق خبره ببرهان يذعن له المكذبون، ويخضع لصحته المستهزئون، ويضطروا للاعتراف بصدقه والإقرار والاعتراف بكذبهم، وجهلهم، وضلالهم في تكذيب ذلك.

  · قال تعالى: {فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ ...}⁣[الأعراف: ٦٩]:

  أُمِروا بأن يذكروا نعم الله التي أنعم بها عليهم، وإنما أمروا بذكرها لأن ذكرهم لنعم الله عليهم سبب لشكر مسديها.

  · قال الله تعالى: {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ٥٦}⁣[الأعراف]، {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ... الآية}⁣[الأعراف: ١٥٦]، {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ١٢٨}⁣[الإسراء]: