[فوائد من سورة الأنفال]
  أنه وزع غنائم حنين على غير الغانمين؛ فأعطى أبا سفيان مائة بعير، وأعطى ابنيه مائة مائة، وأعطى كبار قريش مائة مائة، وأعطى بعضهم خمسين خمسين، وأقل وأكثر يتألف بها قلوبهم، ولم يعط المقاتلين منها شيئاً، والقصة مشهورة؛ فدل ذلك على ما قلنا من أن للرسول ÷ كامل الصلاحية في الغنائم إن أحب قسمها بين الغانمين، وإن أحب أن يصرفها في وجه آخر فله ذلك، ولا يجوز للغانمين أن يعترضوا عليه، ولأئمة المسلمين في هذا الباب ما للرسول ÷.
  ٩ - علامة المؤمن حقاً أنه إذا كان مصراً على أمر أو رأي فذكَّروه بأن الله تعالى قد نهى أو أمر بخلاف رأيه أن يتراجع فوراً ويخشع لحكم الله وأمره ويخاف من إصراره على رأيه.
  ١٠ - أما الذي لا يتراجع عن إصراره ولو روجع وذكِّر فليس بمؤمن حقاً.
  ١١ - ومن علامة صدق الإيمان أن المؤمن إذا تليت عليه آيات القرآن يصدق بها ويبادر للعمل بموجبها.
  ١٢ - ومن علامة صدق الإيمان أن المؤمن لا يبالي أقسم له رسول الله ÷ من الغنائم أم لم يقسم له؛ لأنه معتمد على الله في رزقه وواثق به في وعده وراضٍ عن قسمة الله ورسوله ÷.
  ١٣ - أما الذي يرضى إذا قسم له رسول الله ÷ ويسخط إذا لم يقسم له فليس بمؤمن حقاً؛ لأنه غير متوكل على الله ولا معتمد عليه ولا واثق بوعده.
  ١٤ - ومن علامة المؤمن حقاً أنه الذي يقيم الصلوات المفروضة كما أمره الله تعالى، ويؤتي زكاة ماله، فإذا اجتمعت هذه العلامات في المؤمن فهو الذي يستحق اسم الإيمان ويستوجب رضا الرحمن.
  ١٥ - أما الذي لم تتوفر فيه هذه العلامات كلها فليس بمؤمن حقاً.
  ١٦ - قد يؤخذ من هنا أن اسم الإيمان يطلق على المؤمن حقاً، وهو المستجمع