زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة المسد]

صفحة 279 - الجزء 1

  ولا عن شيء من دينهم، وإقناع للمسلمين بأن الكافرين لا يتنازلون عن كفرهم ولا عن شيء من عقائدهم الكفرية.

  - والذي يظهر لي أن ذلك خطاب لكفار مكة لا لعموم الكفار، فيدل ذلك على أن كفار مكة الذين خوطبوا في هذه السورة لا يؤمنون أبداً وأنهم سيموتون على الكفر، وذلك مصداق ما اشتهر عن أمير المؤمنين أنه قال في مسلمة الفتح وعلى رأسهم أبو سفيان ومعاوية: (والله ما أسلموا، ولكن استسلموا).

  - التكرير في هذه السورة يؤكد أن الكافرين لا يتنازلون أبداً عن كفرهم، وأن النبي ÷ وأتباعه لن يتنازلوا عن إسلامهم ودينهم.

[فوائد من سورة المسد]

  · ، قال الله سبحانه وتعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ١ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ٢ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ٣ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ٤ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ٥}⁣[المسد]، في ذلك:

  ١ - دليل على صحة نبوة النبي ÷ وصدق دعوته، وذلك من حيث أنه جاء بسورة خاصة في ذم عمه أبي لهب، وسبه باسمه الخاص به من دون غيره من كفار قريش، فلم يرد في القرآن التصريح باسم واحد منهم؛ ولو كان القرآن من عند النبي ÷ لما خص عمه بمثل ذلك، لما جبلت عليه النفوس البشرية من التعصب للقريب والحميّة لأن يلحقه ما يشين ولو كان أهلاً للشين؛ فحين رأينا النبي ÷ جاء في القرآن الكريم بهذا الذم لعمه إلى يوم القيامة علمنا أن القرآن من عند الله تعالى وأنه صادق.

  ٢ - في ذلك ما يدل على جواز الذم للفاجر والدعاء عليه باللعن أو بغيره.

  · قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ١ ...} إلى آخر السورة [المسد] في هذه