وفي قصة بلقيس فوائد:
  وصلت إلى حيث لا يصل إلا ذو الحظ من أفذاذ الرجال.
  ١٢ - كسبت بحسن رأيها ووفارة عقلها خير الدنيا وخير الآخرة.
  - وأرى أن الملكة بلقيس كانت نادرة في النساء، وأنها إن أفلحت في سياستها فلن تفلح بعدها امرأة؛ لقول النبي ÷: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»، وقال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}[النساء: ٣٤]، وفي الحديث: «كمل من النساء أربع: مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد ÷» أو كما قال.
  - قد يقال: إذا كانت بلقيس على ما ذكر من وفارة العقل والفطنة والذكاء، فما بالها لم تهتد إلى الإيمان بالله ومعرفته؟
  يقال في الجواب: إن الله سبحانه وتعالى قد بين الجواب عن ذلك وذكر السبب فقال تعالى: {وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ ٤٣}[النمل]، المعنى: أنه صدها عن الإيمان بالله ومعرفته وتوحيده ما نشأت عليه من عبادة المعبودات من دون الله وما ألفته وعكفت عليه من السجود لها والتوجه إليها بالإضافة إلى أنها نشأت بين مجتمع كافر، وتربت في أحضان الكافرين، وأبواها كافران، وقومها كافرون، ولكل ذلك تأثير قوي على العقائد فهذا هو الذي صدها عن الإيمان وحال بينها وبين النظر في آيات الله الدالة على إلهيته وعظمته.
وفي قصة بلقيس فوائد:
  ١ - أن الكتابة تقوم مقام النطق باللسان في إقامة الحجة والدعوة إلى الله، وفي غير ذلك من المعاملات والمعاهدات و ... إلخ.
  ٢ - أنه ينبغي أن يبدأ الكاتب في رسالته بـ «﷽»، ثم يكتب الرسالة.
  ٣ - أن المشاورة من حسن السياسة، وأنه لا ينبغي الدخول في أمر إلا بعد المشاورة.
  ٤ - أن مصانعة الضعيف للقوي من حسن السياسة أيضاً.