فصل: آداب الدعاء
  والتوسل إلى الله بملائكته وأنبيائه(١) والصالحين من عباده، قال في شرح الحصن: هو من المندوبات، لما في حديث البخاري، عن عمر: «اللهم إنَّا نتوسَّل إليك بِعَمِّ نبينا فَاسْقِناَ، فَسُقُوا»(٢).
  وحديث عثمان بن حنيف(٣) في شأن الأعمى(٤)، رواه الحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط الشيخين، وصححه الترمذي(٥).
  وقد منعه ابن القيم في إغاثة اللهفان(٦)، وسيأتي لهذا البحث زيادة بيان إن شاء الله - تعالى - قريبا، ولم يستند إلى دليل ظاهر، والله أعلم.
  ومنها: خفض الصوت، والاعتراف بالذنب؛ فإن من تمام الدعاء وكماله إخفاؤه.
  وقد روي عن جعفر الصادق(٧) # النهي عن الجهر به، ويقول: {إذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَآءً خَفِيّاً}(٨)، وروى نَدبيَّتَهُ الفقيه حسن بن محمد النحوي(٩) في تفسيره عند
= الترمذي في سننه: (٥/ ٤٦٣ رقم ٣٣٨٦) وقال: «هذا حديث غريب»، وابن ماجة في سننه (١/ ٣٧٣ رقم ١١٨١)، وأبو داود في سننه (٢/ ٦١١ رقم ١٤٩٢)، والحاكم في مستدركه (١/ ٧١٩ رقم ١٩٦٧).
(١) في (ج) والى التوسل الى الله وملائكته.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه: (١/ ٣٤٢ رقم ٩٦٤).
(٣) عثْمَان بن حنيف بن واهب بن العكيم الأَنْصارِيّ الأوسي، أَبُو عَمْرو المدني، لهُ صُحبَةٌ، شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد، وأخباره كثيرة توفي بعد سنة (٤١ هـ). ينظر: ابن الأثير، أسد الغابة: (٣/ ٣١١ رقم (٣٥٧٨)، والمزي، تهذيب الكمال في أسماء الرجال (١٩/ ٣٥٨/٣٨٠٥).
(٤) وحديث الأعمى هو: عن عثمان بن حنيف، أن رجلًا ضريرًا أتى النبي ÷ فقال: ادعُ الله أن يعافيني، فقال: «إن شئت أخَّرت ذلك وهو خير، وإن شئت دعوت» قال: فادعه، قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء فيقول: «اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي، اللهم شفعّه في وشفعّني فيه».
(٥) أخرجه الحاكم في مستدركه (١/ ٤٥٨ رقم ١١٨٠)، والترمذي في سننه (٥/ ٥٦٩/٣٥٧٨)، وقال: الحاكم: "حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
(٦) ينظر: ابن القيم، أبوعبد الله محمد بن أبي بكر: إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان، تحقيق: محمد حامد، دار المعرفة، بيروت، لبنان (د، ط) (د، ت) (١/ ٢٠٢).
(٧) جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بالصادق أبو عبد الله المدني الهاشمي، الإمام الحجة، أستاذ العلماء وأمير الحكماء، كان له في كل علم حظ وافر، وفي كل خلق كريم أزكى نصيب، وهو أحد أعلام الأسرة النبوية الذين طبقت شهرتهم الآفاق توفي سنة (١٤٨ هـ). ينظر: الذَّهبي، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن قَايْماز المتوفى سنة (٧٤٨ هـ): سير أعلام النبلاء، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط - مؤسسة الرسالة، ط ٣ (١٤٠٥ هـ / ١٩٨٥ م): (٦/ ٢٥٥ رقم ١١٧)، وعزان، معجم الرواة: (١/ ١٦ رقم ٧٩).
(٨) سورة مريم: ٣.
(٩) الحسن بن محمد النحوي الصنعاني، عالم الزيدية وشيخ شيوخهم في عصره، علامة، وفقيه محقق، قاض =