الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

فصل: آداب الدعاء

صفحة 118 - الجزء 1

  فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ⁣(⁣١)، فَقَالَ: «سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ⁣(⁣٢)» قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتُ» أخرجه مسلم بلفظه⁣(⁣٣)، وأخرجه الترمذي، والحاكم، ورواه الطبراني عن أبي الدرداء، ولفظه: «سَبَقَ المُفَرِّدُونَ، [قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا المُفَرِّدُونَ؟ قَالَ]: المُسْتَهْتَرُونَ فِي ذِكْرِ اللهِ⁣(⁣٤)، يَضَعُ الذِّكْرُ عَنْهُمْ أَثْقَالَهُمْ، فَيَأْتُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ خِفَافًا»⁣(⁣٥).

  وعن أبي سعيد، عن النبي ÷ أنه قال: «لَيَذْكُرَنَّ اللهَ قَوْمٌ [فِي الدُّنْيَا]⁣(⁣٦) عَلَى الْفُرُشِ الْمُمَهَّدَةِ يُدْخِلُهُمُ الْجِنانَ الْعُلَى». أخرجه أبو يعلى الموصلي، وابن حبَّان⁣(⁣٧).

  وفي رواية لابن أبي شيبة، وأحمد عن أبي الدرداء: «إِنَّ الَّذِينَ لاَ تَزَالُ أَلْسِنَتُهُمْ رَطْبَةً مِنْ ذِكْرِ اللهِ تعالى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَهُمْ يَضْحَكُونَ»⁣(⁣٨).

  وعن الحارث الأشعري⁣(⁣٩) عن النبي ÷ «إِنَّ اللهَ تعالى أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا أن يأمر بني إسرائيل بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ منها ذكر الله تعالى، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ العَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ، كَذَلِكَ العَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللهِ تعالى» أخرجه الترمذي وصححه، وابن حبَّان، والحاكم على شرط مسلم⁣(⁣١٠).


(١) جمدان جبل بالحجاز بين قديد وعسفان. ينظر: الحموي، معجم البلدان (١٩٩٥ م): (٢/ ١٦١).

(٢) يقال: فَرَدَ برأيه وأفْرَدَ وفَرَّدَ واستفرد بمعنى انفرد به، وقيل: فَرَّدَ الرجل إذا تفقه واعتزل الناس، وخلا بمراعاة الأمر والنهي. وقيل: هم الهرمى الذين هلك أقرانهم من الناس، وبقوا يذكرون الله، ينظر: ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر: (٣/ ٤٢٥).

(٣) أخرجه مسلم في صحيحه: (٤/ ٢٠٦٢ رقم ٢٦٧٦).

(٤) يعني الذين أولعوا به، مستهتر: أي مولع به لا يتحدث بغيره، ولا يفعل غيره. ينظر: ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٤٢٥).

(٥) أخرجه الترمذي في سننه (٥/ ٥٧٧ رقم ٣٥٩٦) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ» والحاكم في مستدركه (١/ ٦٧٣ رقم ١٨٢٣) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، والطبراني في معجمه الأوسط (٣/ ١٥٥ رقم ٢٧٧٣) بألفاظ متقاربة، والقرشي في شمس الأخبار: (١/ ٣٤٣).

(٦) ما بين المعقوفتين من مسند أبو يعلى، وصحيح ابن حبَّان.

(٧) أخرجه أبو يعلى في مسنده: (٢/ ٥٢٧ رقم ١٣٩١)، وابن حبَّان في صحيحه: (٢/ ١٢٤ رقم ٣٩٨) وبألفاظ متقاربة.

(٨) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: (٦/ ٥٨ رقم ٢٩٤٥٩).

(٩) الحارث بن الحارث الأشعري الشامي، له صحبة، روى له الترمذي والنسائي، له هذا الحديث الذي ذكره المصنف: ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (٥/ ٢١٧).

(١٠) أخرجه الترمذي في سننه (٥/ ١٤٨ رقم ٢٨٦٣)، وابن حبَّان في صحيحه (١٤/ ١٢٥ رقم ٦٢٣٣)، والحاكم في مستدركه (١/ ٥٨٢ رقم ١٥٣٤) =