فصل: في فضل الفاتحة
  بجميع خلقه، و «الرحيم» بالمؤمنين خاصة(١) وهذا كذلك له حكم الرفع؛ لأن قوله: الرحمن بجميع خلقه، والرحيم بالمؤمنين خاصة، ليس للاجتهاد فيه مساغ(٢).
  وفيه: عن الزهري(٣) قال: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى}(٤) قال: ﷽(٥).
  قلت: قد وجد مرفوعًا في أمالي المرشد بالله: أن تلك الكلمة هي "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ"(٦) والله أعلم.
  وأخرج الخطيب في جامعه عن أبي جعفر معضلا، قال: قال رسول الله ÷ «﷽، مِفْتاحُ كُلِّ كِتاب»(٧)، وهذه الطريق تشهد بما ذكرنا من الحكم برفع الحديث في رواية الأمالي.
  وفي الأمالي، عن سعيد بن جبير(٨) قال: قلت لابن عباس: كم الحمد [آية](٩) قال: سبع آيات. قلت: فأين السابعة؟ قال: ﷽(١٠).
(١) أخرجه الإمام أحمد بن عيسى في الأمالي: (١/ ٢٥٤ رقم ٣٥٠).
(٢) إذا ورد في كلام الصحابي حكمًا طريقه التوقيف، أو ليس للاجتهاد فيه مسرح فحكمه الرفع إلى رسول الله ÷ ينظر: في المسألة الفصول اللؤلؤية في أصول فقه العترة الزكية، وأعلام الأمة المحمدية، الهادي بن إبراهيم الوزير المتوفى سنة (٩١٤ هـ)، تحقيق محمد يحيى سالم عزان، مركز التراث والبحوث في اليمن، ط ١ (١٤٢٢ هـ/ ٢٠٠١ م): (ص ٣١٢).
(٣) محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، ولد سنة (٥٠ هـ) عُرِف بنصرة الأمويين، توفي سنة (١٢٤ هـ). ينظر: البخاري، التأريخ الكبير: (١/ ٢٢٠ رقم ٦٩٣)، والذهبي، الكاشف: (١/ ٢١٩ رقم ٥١٥٢).
(٤) سورة الفتح: ٢٦.
(٥) أخرجه الإمام أحمد بن عيسى في أماليه: (١/ ٢٥٢ رقم ٣٤٥).
(٦) أخرجه المرشد بالله، في الأمالي الخميسية: (١/ ١٤ رقم ١١).
(٧) ينظر: الخطيب البغدادي، الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: (١/ ٢٦٤ رقم ٥٤٩).
(٨) سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الازدي، أحد الأعلام التابعين وفضلائهم، محدث، ومفسر وفقيه، بايع الإمام الحسن الرضا، وخرج على الحجاج فقتله الحجاج سنة: (٩٥ هـ). ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (١٠/ ٣٧٥ رقم ٢٢٤٥)، والذهبي، سير أعلام النبلاء: (٤/ ٢٨٢).
(٩) ما بين المعقوفتين من الأمالي.
(١٠) أخرجه الإمام أحمد بن عيسى في أماليه: (١/ ١٠٨)، وقال الحاكم في مستدركه: (١/ ٧٣٦ رقم ٢٠٢٠) «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ».