بحث [في وجوب الصلاة على النبي ÷]
ومن حديث أبي هريرة يرفعه: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ» رواه النسائي، والدارمي، والحاكم وصحَّحه، والترمذي وحسَّنه، وابن حبَّان(١).
قوله: «رَغِمَ أَنْفُه»: أي لصق أنفه بالرغام وهو التراب(٢).
وهذا وما قبله يدلان على وجوب الصلاة عليه ÷ كلما ذكر؛ لأن البخل صفة ذم، ولا يستحق الذم إلا من أخل بواجب.
وكذا الدعاء برغم أنف رجل؛ ولا يدعو ÷ إلا على من أخل بواجب(٣)، وكذلك «شَقِيَ رجل ذُكِرتُ عنده فلم يصل علينا(٤)» أخرجه الطبراني(٥).
وأخرج عبد الرزاق، عن محمد بن علي #: «مَنْ نَسِيَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ، خَطِئَ [به] طَرِيقُ الْجَنَّةِ»(٦) وهو عند ابن ماجة أيضا(٧)، وأخرجه الإمام أحمد بن عيسى # في الأمالي، وأبو طالب أيضا(٨).
وأخرج ابن أبي شيبة، والبزار عن أنس قال: ارْتَقَى رسول الله ÷ المِنْبر(٩) فرقى درجة؛ فقال: آمين، ثُمَّ ارتَقَى دَرَجَةً فَقَالَ: آمِينَ، ثم ارتقى الثالثة؛ فقال: آمين، ثُمَّ اسْتَوَى، فَجَلَسَ ثم قال أصحابه:؟ أَي نبيَّ الله عَلامَ أَمَّنْتَ؟ فقال: «أَتَانِي جِبْرِيلُ # فَقَالَ: رَغِمَ أنفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ أبَوَيْه ... إلى أن قال: ورُغمَ أنفُ
(١) أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٧/ ٢٩١ رقم ٨٠٤٦)، والحاكم في مستدركه: (١/ ٧٣٤/٢٠١٦)، والترمذي في سننه: (٥/ ٥٥٠ رقم ٣٥٤٥) وابن حبَّان في صحيحه (٣/ ١٨٩ رقم ٩٠٨)، وأبو يعلي في مسنده: (١٢/ ١٤٧/٦٧٧٦).
(٢) ينظر: ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر: (٢/ ٢٣٨).
(٣) ينظر: السياغي، الروض النضير (٢/ ٤١٤)، وذكر في شرح الأثمار تفتيح القلوب والأبصار حكم الصلاة على آل محمد حكم الصلاة عليه في الواجب والمندوب، وظاهر المذهب وجوب الصلاة في التشهيد في الصلاة فقط، وفي غيرها مندوب.
(٤) في (أ، ب) شقي عبد ذكرت عند فلم يصل علينا وما أثبتناه من (ج).
(٥) أخرجه الطبراني في معجمه الأوسط (٤/ ١٦٢ رقم ٣٨٧١) بلفظ: وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ فَقَدْ شَقِيَ».
(٦) حديث محمد بن علي الباقر المرسل رواه ابن أبي شيبة في مصنفه: (٦/ ١١٨ رقم ٥٣٥) وعزاه لعبد الرزاق في كنز العمال (١/ ٥٠٨ رقم ٢٢٤٦)، وأخرجه البيهقي في سننه (٩/ ٢٨٥)، والطبراني في معجمه الكبير (١٢/ ١٨٠ رقم ١٢٨١٩).
(٧) أخرجه ابن ماجة في سننه: (١/ ٢٩٤ رقم ٩٩٤) عن ابن عباس.
(٨) ذكره أحمد بن عيسى في الأمالي (٤/ ٣٤٧).
(٩) في (أ، ب، د) ارتقى رسول الله على المنبر.