الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب الخامس ... إلخ في أذكار الوضوء

صفحة 153 - الجزء 1

  قال في الجامع الكبير: أخرجه المستغفري في الدعوات من تلك الطريق، ورواه ابن دقيق العيد في الاقتراح، وقال: أبو إسحاق عن أمير المؤمنين # منقطع، وفي إسناده غير واحد يحتاج إلى معرفته والكشف عن حاله⁣(⁣١).

  قال الظفاري: وعن أمير المؤمنين #: علمني النبي ÷ ثواب الوضوء، فسرد مثل الطريق الأولى إلَّا أنه قال: «اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ الْمُتَطَهِّرِينَ». ذكره الحاكم أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري بسندٍ إلى الحسن البصري⁣(⁣٢) عن أمير المؤمنين، قيل: وهو مرسل؛ لأن أمير المؤمنين خرج إلى العراق عقيب بيعته وأقام الحسن البصري في المدينة فلم يلقه بعد ذلك⁣(⁣٣). انتهى.

  قلت: قد ترى أن هذه الطريق غير الأولى عن السبيعي، ولم يذكر المستغفري لها قدحًا إلا إرساله عن الحسن.

  ولا يخفى أن الحسن قد لقي أمير المؤمنين # كما حقَّقه غير واحد، وأخذ عنه كما ذكره ابن أبي الحديد⁣(⁣٤)، وذكر أيضًا قصة الوضوء وزيفها عنه، وما يضرُّنا من أنه لم يلقَ أمير المؤمنين # بعد خروجه من المدينة، وليس التحديد أنه لم يروي عنه إلا بعد خروجه من المدينة.

  وعلى فرض ما قيل: فالإرسال غير قادح عند كثير من أهل الحديث كما حقَّقه العلامة محمد بن إبراهيم الوزير في التنقيح، وأما عند أصحابنا فصحته وقبوله معروف، وقد استوفى


= الأحكام، تحقيق وتعليق: محمد خلوف العبد الله، دار النوادر، سوريا، ط ٢ (١٤٣٠ هـ/ ٢٠٠٩ م): (٤/ ٥٢).

(١) وقال ابن الملقن في تخريج أحاديث الوسيط وهو كما قال: فقد بحثت عن أسمائهم في كتب الأسماء فلم أر إلا أحمد بن مصعب المروزى، قال في اللسان: هو متهم بوضع الحديث، والراوى عنه أبو مقاتل سليمان بن محمد بن الفضل ضعيف. ينظر: السيوطي، جمع الجوامع: (١٧/ ٧٩٤ رقم ١١٩٠ - ٤).

(٢) الحسن بن يسار البصري، ولد سنة (٢١ هـ)، فقيهٌ وقارئٌ وزاهدٌ وعابدٌ وسيد زمانه، سمع أمير المؤمنين عليًا، وجماعة من الصحابة، احتج به الجماعة، توفي سنة (١١٠ هـ). ينظر: الصفدي، الوافي بالوفيات: (١٢/ ١٩٠ رقم ٣) والذهبي، ميزان الاعتدال: (١/ ٥٢٧ رقم ١٩٦٨).

(٣) أخرجه السيوطي في جمع الجوامع: (١٧/ ٧٩٣ رقم ٤/ ١١٨٩) ما بين المعقوفتين من الجامع الكبير للسيوطي.

(٤) عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن أبي الحديد، أبو حامد، ولد (٥٨٦ هـ)، بالمدائن وانتقل الى العراق، علامة، ومتكلم معتزلي، وأصولي، وأديب أخباري، ولغوي، له شعر جيد واطلاع واسع على التاريخ. وانتقل إلى بغداد، توفي سنة (٦٥٥ هـ) له: شرح نهج البلاغة، والفلك الدائر على المثل السائر، وغيرهما. ينظر: صلاح الدين: فوات الوفيات: (٢/ ٢٥٩)، والصفدي، الوافي بالوفيات: (١٨/ ٤٦)، والزركلي، الأعلام: (٣/ ٢٨٩).