الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب التاسع في الأذكار عقيب الصلاة

صفحة 172 - الجزء 1

  الحديث؛ فقال: رجال إسناده وَثَّقَهُمُ المتقدمون، وَتَكلَّم في بعضهم المتأخِّرون، وليس فيه محلُّ نظرٍ إلَّا محمدٌ بن زنبور المكي⁣(⁣١)، والحارث بن عمير، كل منهما وثَّقَه جماعة من الأئمة، وضعَّف الأولَ ابنُ خزيمة، والثاني ابنُ حبَّان، والحاكم، وقال ابن حجر بعد إيراد الحديث في أماليه: إن الحارث لم نرَ للمتقدِّمين فيه طعنًا، بل أثنى عليه حمادُ بن زيدٍ⁣(⁣٢)، وهو أكبر منه، ووثَّقَهُ النقَّادُ ابنُ معين، وأبو حاتم، والنسائي، وأخرج له البخاري تعليقًا، وأصحاب السنن، وذكره ابن حبَّان في الضعفاء فأفرط في توهينه. وأما من فوقه فلا يُسْأل عن حالهم؛ لجلالتهم، قال: وأفرط ابن الجوزي فذكر هذا الحديث في الموضوعات، ولعله استعظم ما فيه من الثواب، وإلَّا فحال رواته كما ترى⁣(⁣٣).

  قلت: وقوله - عليه الصلاة والسلام - عن ربِّه تعالى: «إِلَّا جَعَلْتُ الْجَنَّةَ مَثْوَاهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ» محمول على التوبة والتخلص من حقوق الله وخلقه، وإن وقع منه تفريطٌ قبل ذلك، والله أعلم.

  حديث أبي سعيد⁣(⁣٤): أخرجه الحاكم، وقال: صحيح من حديث أبي هريرة بتقديم "ذكرك على شكرك"⁣(⁣٥).

  حديث علي #(⁣٦): أخرج بعض ألفاظه البزَّار، والطبراني في الأوسط،


(١) مُحَمَّد بن زنبور، أبو صالح المكي، وهو مُحَمَّد بن جعفر بن أَبي الأزهر، وزنبور لقب، قال الحاكم ليس بالمتين عندهم، تركه ابن خزيمة. وذكره ابنُ حبَّان في الثقات، توفي سنة (٢٤٨ هـ). ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (٢٥/ ٢١٣ رقم ٥٢٢٠).

(٢) حمَّاد بن زيد بن درهم الأزدي، الجهضمي، أبو إسماعيل البصري، قال ابن سعد: كان ثقة ثبتا حجة كثير الحديث، توفي سنة (١٧٩ هـ). ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (٧/ ٢٣٩، رقم ١٤٨١)، والذهبي، أعلام النبلاء: (٧/ ١١٣ رقم ١١٧٠).

(٣) ذكره السيوطي، جمع الجوامع: (١٧/ ٧٣٦ رقم ٤/ ١٠٦٧)، والمتقي الهندي في كنز العمال: (٢/ ٦٨٠ رقم ٥٠٥٦)، والشوكاني، الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، تحقيق: عبد الرحمن بن يحي المعلمي اليماني، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان (١٣٩٨ هـ/١٩٧٨ م): (١/ ٢٩٧).

(٤) عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ÷: «من قال: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى أداء ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ فقد اجتهد في الدعاء». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٤٠).

(٥) أخرجه الحاكم في مستدركه: (١/ ٦٧٧ رقم ١٨٣٨).

(٦) عن علي #: كان رسول الله ÷ إذا فرغ من صلاته مسح جبهته بيده ثم يقول: «اللهمَّ لك الحمد لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة، اللهمَّ أذهب عني الهمَّ والحزن والفتن ما ظهر منها وما بطن»، وقال ÷: «ما أحد من أمتي يقول ذلك إلا أعطاه الله ما سأل». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٨)، وعزاه إلى أبي طالب في الأمالي ص ٣٤٥.