قوله: الباب العاشر: في أذكار الاستغفار
  إلى الصحارى متواضعين خاشعين متمسكنين غير متزينين، ويخرج بخروجهم أقرب رحمة من الله تعالى كالأطفال والبهائم والمشائخ والصُّلاَّح وأهل بيت رسول الله ÷، فإذا وصلوا الجبانة خطب الإمام ودعا، ثم يصلي بهم ركعتين.
  قال في ضياء ذوي الأبصار: عن ابن عباس أنه سُئل عن استسقاء رسول الله ÷؛ فقال: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ ÷ مُتَبَذِّلًا(١)، مُتَوَاضِعًا، مُتَضَرِّعًا، حتى إذا أتى المُصلَّى(٢) - فرقى المنبر لَمْ يَخْطُبْ كخُطْبَتَكُمْ هَذِهِ، ولكن لم يَزَلْ في الدُّعاء والتضرُّع والتكبيرِ، ثم صَلَّى ركعتينِ كما يُصلَّي في العيدِ"(٣).
  وزاد في رواية: متخشِّعًا. قال: أخرجه الترمذي، ولأبي داود، والنسائي قريب منه، وقد أخرجه الخمسة وصحَّحه الترمذي، وأبو عوانة، وابن حبَّان(٤).
  وعن زيد بن علي في مجموعه، عن أبيه، عن جده، عن علي $ ((أنه كان إذا صلَّى بالناس في الاستسقاء صلَّى مثل صلاة العيدين، (وكان)(٥) يأمر المؤذنين وحملة القرآن والصبيان أن يخرجوا أمامهم، ثم يصلي بالناس مثل صلاة العيد، ثم يخطب ويقلب رداءه ويستغفر الله تعالى مائة مرةٍ يرفع بذلك صوته)(٦).
  وعن عبد الله بن زيد المازني(٧): أنَّه ÷ خرج للاستسقاء فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، وَاسْتَقْبَلَ ..» هذه إحدى رواياتٍ أخرجها الستَّة(٨).
(١) التبذل: ترك التزين والتهيئ بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع: والتضرع: التذلل والمبالغة في السؤال والرغبة. يقال ضرع يضرع بالكسر والفتح، وتضرع إذا خضع وذل. ينظر: ابن الأثير، النهاية: (١/ ١١١) و (٣/ ٨٥).
(٢) في (أ، ب، ج) حتى آتى المصلى فرقى المنبر فلم.
(٣) أخرجه ابن ابي شيبة في مصنفه: (٢/ ٢٢١ رقم ٨٣٣٦)، والطبراني في معجمه الكبير: (١٠/ ٣٣١ رقم ١٠١٨١).
(٤) أخرجه الترمذي في سننه: (٢/ ٤٤٥ رقم ٥٥٩) وقال: «هذا حديث حسن صحيح»، وأبو داود في سننه: ٢/ ٣٦٧ رقم ١١٦٥)، والنسائي في المجتبى: (٣/ ١٦٣ رقم ١٥٢١)، وأحمد في مسنده: (٥/ ٣٤٩ رقم ٣٣٣١) ابن ماجة في سننه: (١/ ٤٠٣ رقم ١٢٦٦)، وأبو عوانة في مستخرجه: (٢/ ١٢٢ رقم ٢٥٢٤)، وابن حبَّان في صحيحه: (٧/ ١١٢ رقم ٢٨٦٢) واللفظ لأبي داود.
(٥) ما بين المعقوفتين من مجموع الامام زيد.
(٦) أخرجه الإمام زيد # في المجموع الفقهي والحديثي: (٩١ رقم ١٣٩).
(٧) عبد الله بن زيد بن عاصم النجاري المازني شهد بدرا، وقيل شهد أحدا وما بعدها ولم يشهد بدرًا وشارك في قتل مسيلمة الكذاب، قتل يوم الحرة (٦٣ هـ). ينظر: ابن الأثير، أسد الغابة (٣/ ٢٥٢)، والقاسمي، الجداول الصغرى: (مخطوط).
(٨) أخرجه البخاري في صحيحه (١/ ٣٤٣ رقم ٩٦٥، ٩٦٦)، ومسلم في صحيحه (٢/ ٦١١)، وابن ماجة في سننه =