الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب العاشر: في أذكار الاستغفار

صفحة 194 - الجزء 1

  وقال فيه⁣(⁣٩): والأربع الركعات اختيار الهادي # كما صرَّح به في الأحكام⁣(⁣١٠)، (أخذًا)⁣(⁣١١) من استسقائه ÷ يوم الجمعة في الخطبة فعدَّها أربعًا بالخطبة⁣(⁣١٢)، والله أعلم. انتهى من الضياء مع تصرف يسير.

  وهل الخطبة والدعاء قبل الصلاة أو العكس؟ مختلف فيه، ففي جامع آل محمدٍ: أنَّ عليًّا # كان يصلِّي ثم يخطب⁣(⁣١)، وفي محال كثيرةٍ ممَّا رُوي مرفوعًا: أنه يقدم الخطبة ثم يصلِّي كما سنذكر هنا، من ذلك حديث عائشة قالت: شكا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللهِ ÷ قُحُوطَ الْمَطَرِ، فَأَمَرَ بِمِنْبَرٍ، فَوُضِعَ لَهُ فِي الْمُصَلَّى، وَوَعَدَ النَّاسَ يَوْمًا يَخْرُجُونَ فِيهِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ ÷ حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَكَبَّرَ ÷ وَحَمِدَ اللَّهَ - ø، ثُمَّ قَالَ: إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ، وَاسْتِئْخَارَ الْمَطَرِ عَنْ إبَّان زَمَانِهِ عَنْكُمْ، وَقَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ø أَنْ تَدْعُوهُ، وَوَعَدَكُمْ بالإجابة، ثُمَّ قَالَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ملك يَوْمِ الدِّينِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ (اللَّهُ)⁣(⁣٢)، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلاَغًا إِلَى حِينٍ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ فِي الرَّفْعِ حَتَّى بَدَا بَيَاضُ إِبِطَيْهِ، ثُمَّ حَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ، وَقَلَبَ، أَوْ حَوَّلَ رِدَاءَهُ "⁣(⁣٣).

  وصفة التحويل كما في حديث عبد الله بن زيد قال: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ÷


= (١/ ٤٠٤ رقم ٢٦٩)، وأبو داود في سننه: (رقم ٦٩٤)، والترمذي في سننه: (٢/ ٤٢٢ رقم ٥٥٦) بلفظ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ÷ خَرَجَ بِالنَّاسِ يَسْتَسْقِي، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ بِالقِرَاءَةِ فِيهِمَا، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَاسْتَسْقَى، وَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ» وقال: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، والنسائي في سننه: (٣/ ١٥٤).

(١) أي: في ضياء ذوي الأبصار (مخطوط).

(٢) الإمام الهادي في الأحكام: (١/ ١٢٢).

(٣) ما بين القوسين من (د)، وفي غيرها (أخذ).

(٤) أخرجه مسلم في صحيحه: (٢/ ٦١١ رقم ١ - (٨٩٤).

(٥) ينظر: العلوي الكوفي، أبوعبد الله محمد بن علي بن الحسن العلوي الكوفي (المتوفى: ٤٤٥ هـ): الجامع الكافي في فقه الزيدية دراسة وتحقيق السيد العلامة عبد الله بن حمود العزي، اليمن، صعدة مؤسسة المصطفى الثقافية، ط ١ (١٤٣٥ هـ/ ٢٠٢٤ م): (٢/ ٣٥٢).

(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ).

(٧) أخرجه أبو داود في سننه ٢/ ٣٧٤ رقم ١١٧٣، الطبراني في الدعاء: (١/ ٥٩٥ رقم ٢١٧٢).