الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب العاشر: في أذكار الاستغفار

صفحة 195 - الجزء 1

  حَوَّلَ رِدَاءَهُ فَقَلَبَهُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ" رواه أحمد⁣(⁣١).

  وعنه: أنه ÷ جَعَلَ عِطَافَهُ الأَيْمَنَ عَلَى عَاتِقِهِ الأَيْسَرِ، ثُمَّ دَعَا اللَّهَ - ø. والعكس رواه أبو داود⁣(⁣٢)، وفي رواية أنه ÷ «اسْتَسْقَى وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ⁣(⁣٣) فأراد أن يجعل أسفلها أعلاها (فثقلت عليه)⁣(⁣٤)، فحوَّل الأيمن الأيسر والعكس، وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس (فنزل)⁣(⁣٥) فصلَّى ركعتين؛ فأنشأ الله سَحَابَةً فَرعدَت وأبرقت، ثمَّ أَمْطَرَتْ - بِإِذْنِ اللَّه - سبحانه، فَلَمَّا رَأَى سُرْعَتَهُمْ إِلَى الْكِنِّ⁣(⁣٦) ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثم قَالَ: «أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ». أخرجه أبو داود، وابن حبَّان، والحاكم، وأبو عوانة، قال أبو داود: وهذا حديثٌ غريبٌ إسناده جيِّد⁣(⁣٧)، وقال: هو على شرط البخاري⁣(⁣٨).

  فقد ترى أن الصلاة هنا متأخرة، (وهي)⁣(⁣٩) في أحاديث كثيرة كحديث ابن عباس المتقدم⁣(⁣١٠)؛ فيحمل على السعة والتخيير من دون حتم، والله أعلم.

  وقد روي أنه ÷ خطب بعد الصلاة كما في حديث أبي هريرة قال: خَرَجَ نَبِيُّ اللهِ ÷ يَوْمًا يَسْتَسْقِي، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، ثُمَّ خَطَبَنَا وَدَعَا اللهَ - ø، ثم ذكر الدعاء وقَلَبَ الرِدَاءَ الْأَيْمَنَ عَلَى الْأَيْسَرِ، والعكس". رواه أحمد، وابن ماجة⁣(⁣١١)، ولأحمد والبخاري وأبي داود،


(١) أخرجه أحمد في مسنده: (٢٦/ ٣٨٨).

(٢) أخرجه أبو داود في سننه: (٢/ ٣٦٥ رقم ١١٦٣) وقال شعيب الإرناووط "حديث صحيح".

(٣) الخميصة: هي ثوبُ خزٍّ أو صوف مُعْلَم. وقيل: لا تسمى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة، وكانت من لباس الناس قديما، ينظر: ابن الأثير، النهاية غريب الحديث والأثر: (٢/ ١٥١).

(٤) ما بين القوسين من (د)، وساقطة في بقية النسخ.

(٥) ما بين القوسين من (أ، ب، ج). وساقطة من (د).

(٦) الكِنِّ: ما يردُّ الحرَّ والبرد من الأبنية والمساكن. ينظر: ابن الأثير، النهاية: (٤/ ٢٠٦).

(٧) أخرجه أبو داود في سننه: (٣/ ٥٨٢ رقم ٢٢٧٠)، وابن حبَّان في صحيحه: (٣/ ٢٧٢ رقم ٩٩١)، والحاكم في مستدركه: (١/ ٤٧٦ رقم ١٢٢٥)، وقال "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ"، وأبو عوانة في مسنده: (٢/ ١٢١ رقم ٢٥١٩).

(٨) هكذا في النسخ، ولعل صواب العبارة قال الحاكم: وهو على شرط الشيخين.

(٩) ما بين القوسين ساقط من (أ).

(١٠) أخرجه أبو داود في سننه: (٢/ ٣٧٤ رقم ١١٧٣)، وابن حبَّان في صحيحه: (٣/ ٢٧١ رقم ٩٩١)، والحاكم في مستدركه: (٢/ ٢٧٩ رقم ١٢٢٥ - ١٢٤٢) وأبو عوانه في المستخرج: (٢/ ١٢١ رقم ٢٥١٩).

(١١) أخرجه أحمد في مسنده: (١٤/ ٧٣ رقم ٨٣٢٧)، وابن ماجة في سننه: (١/ ٤٠٣ رقم ١٢٦٨).