الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب العاشر: في أذكار الاستغفار

صفحة 197 - الجزء 1

  قال البخاري: قال الراوي: فَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ⁣(⁣١).

  واعلم أن الاستسقاء كما يصح بالصلاة⁣(⁣٢) والدعاء يصح بالدعاء منفردًا؛ كما في حديث أنس، قال أتى أعرابيٌّ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ المَاشِيَةُ، هَلَكَ العِيَالُ⁣(⁣٣) هَلَكَ النَّاسُ «فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ يَدَيْهِ يَدْعُو، وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ [مَعَهُ] يَدْعُونَ» قَالَ: فَمَا خَرَجْنَا مِنَ المَسْجِدِ حَتَّى مُطِرْنَا. أخرجه البخاري⁣(⁣٤).

  وعن أنس أيضًا: أَنَّ أعرابيًا، دَخَلَ المَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ دَارِ القَضَاءِ، وَرَسُولُ اللَّهِ ÷ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ ÷ [قَائِمًا]، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعْتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ تعالى يُغِيثُنَا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا» قَالَ أَنَسٌ: وَلاَ وَاللَّهِ، مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلاَ دَارٍ، قَالَ: فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَاءِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ⁣(⁣٥) فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ، فأَمْطَرَتْ⁣(⁣٦)، فَلاَ وَاللَّهِ، مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سبعًا. ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ⁣(⁣٧) مِنْ ذَلِكَ البَابِ فِي الجُمُعَةِ، المقبلة⁣(⁣٨) وَرَسُولُ اللَّهِ ÷ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ (قَائِمًا)⁣(⁣٩)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا عَنَّا، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا" إلى آخره⁣(⁣١٠).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه: (١/ ٣٤٤ رقم ٦)، ومسلم في صحيحه: (٢/ ٦١٢ رقم ٨ - (٨٩٧).

(٢) في (ب، ج) كما يصلح بالصلاة.

(٣) في (أ) هللكت العيال.

(٤) أخرجه البخاري في صحيحه: (١/ ٣٤٨ رقم ٩٨٣)، وما بين المعقوفتين من صحيح البخاري.

(٥) (سحابة مثل الترس) في الاستدارة والكثافة. ينظر: القسطلاني، أحمد بن محمد بن أبى بكر أبو العباس (المتوفى: ٩٢٣ هـ): إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، المطبعة الكبرى الأميرية، مصر، ط ٧ (١٣٢٣ هـ): (٢/ ٢٤٣).

(٦) في (صحيح البخاري) ثم أمطرت.

(٧) في (ج) ثم دخل الأعرابي.

(٨) في (ب، ج) في الجمعة الثانية.

(٩) ما بين المعقوفتين من صحيح البخاري.

(١٠) أخرجه البخاري في صحيحه: (١/ ٣٤٤ رقم ٩٦٨) وتمامه. اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، =