الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب الحادي عشر: في أذكار تقال عند هيجان الريح ونحو ذلك

صفحة 200 - الجزء 1

  حديث أبي هريرة⁣(⁣١): أخرجه أبو داود، والنسائي، وابن حبَّان، وابن ماجة، والحاكم بلفظه عن أبي هريرة أيضا⁣(⁣٢).

  وعن عائشة قالت: كان النبي ÷ إذا هاجت الريح قال: «اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ» أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي، والطبراني في كتاب الدعاء. زاد في آخره من حديث ابن عباس: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلَا تَجْعَلْهَا رِيحًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلَا تَجْعَلْهَا عَذَابًا»⁣(⁣٣).

  وعن عقبة بن عامر قال: بينا أنا أسيرُ معَ رسول الله ÷ بين الجُحفَة والأبواء⁣(⁣٤)، إذ غَشِيَتْنا رِيح وظُلمة شديدة، فجعل رسولُ الله ÷ يتعوذ ب - {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}⁣(⁣٥) و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}⁣(⁣٦) ويقول: "يا عُقبةُ، تعوذ بهما، فما تَعَوذَ متعوذ بمثلهما" قال: وسمعتُه يؤمُّنا بهما في الصلاة. أخرجه أبو داود⁣(⁣٧).

  وعن أبي بن كعب قال: «لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا


= والظراب لأنها أوفق للراعية من شواهق الجبال، وبطون الأودية، أوساطها التي يكون فيها قرار الماء، واحدها بطن، والتلال: ما ارتفع من الارض. ينظر: الأزهري، محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي أبو منصور (المتوفى: ٣٧٠ هـ): الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي تحقيق: مسعد عبد الحميد السعدني، دار الطلائع (١/ ٨٧).

(١) عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «الريح من روح الله، وروح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها واسألوا الله تعالى خيرها واستعيذوا به من شرها». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٢٦)، وعزاه إلى ابن بهران، في جواهر الأخبار والآثار: (٣/ ٨٣).

(٢) أخرجه أبو داود في سننه: (٧/ ٤٢٦ رقم ١١١)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٤٠ رقم ١٠٦٩٩)، وابن حبَّان في صحيحه: (١٣/ ٣٩ رقم ٥٧٣٢) وابن ماجة في سننه: (٢/ ١٢٢٨ رقم ٣٧٢٧). والحاكم في مستدركه: (٤/ ٣١٨ رقم ٧٧٦٩) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه".

(٣) أخرجه مسلم في صحيحه: (٢/ ٦١٦ رقم ١٥ - (٨٩٩)، والترمذي في سننه: (٥/ ٥٠٣ رقم ٣٤٤٩) والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٤٤ رقم ١٠٧١٠) عن عائشة، والطبراني في الدعاء: (١/ ٣٠٣ رقم ٩٧٧).

(٤) (الجحفة): قرية على طريق المدينة من مكة وهي ميقات أهل الشام (والأبواء) جبل بين مكة والمدينة بينها وبين الجحفة عشرون أو ثلاثون ميلًا. ينظر: معجم البلدان: (٢/ ١١١).

(٥) سورة الفلق: ١.

(٦) سورة الناس: ١.

(٧) أخرجه أبو داود في سننه: (٢/ ٥٩١ رقم ١٤٦٣) وقال: محقق الكتاب "صحيح ".