قوله: الباب الثالث عشر: في أذكار دخول المنزل ... إلخ
  وعن أبي أمامة قال: «ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ؛ رَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّه فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ، فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَرَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ تعالى حَتَّى يَتَوَفَّاهُ، (فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ)(١) أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَرَجُلٍ دَخَلَ فسلم على أهله فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ(٢)» رواه أبو داود بإسناد حسن، والحاكم، وابن حبَّان(٣).
  ومعنى ضامن على الله: أي صاحب ضمان، والرعاية للشيء أي أنه في رعاية الله تعالى.
  وعن عبد الله بن عمر قال: كان رسول الله ÷ (يقول)(٤) إذا رجع من النهار إلى بيته: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانِي وَآوَانِي، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي وَسَقَانِي، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيَّ [فَأَفْضَلَ]، أَسْأَلُكَ أَنْ تُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ» رواه ابن السني(٥).
  قال النووي: بإسناد ضعيف، قال: وروينا في موطأ مالك أنه بلغه أنه يستحبّ إذا دخل بيتًا غير مسكونٍ أن يقولُ: «السلامُ عَلَيْنا وَعلى عِبادِ اللَّهِ الصالحين»(٦).
  قلت: وينبغي التسليم على النبي أيضا، ثم على النفس، ثم على عباد الله الصالحين عند دخول كل منزل خال أو مسكون؛ لحديث أبي موسى المدني، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ(٧) قَالَ: شَكَا رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ÷ الْفَقْرَ وَضِيقَ الْمَعِيشَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «إذا دَخَلْتَ الْبَيْتَ فَسَلِّمْ إِنْ كَانَ
(١) ما بين القوسين ساقط من (ب، ج).
(٢) في (أ) ورجل دخل بسلام - أي فسلم على أهله تمت، وفي (د) ورجل دخل بسلام على أهله، أي مسلمًا على أهله تمت. وفي المصادر "ورجل دخل بيته ".
(٣) أخرجه أبو داود في سننه: (٤/ ١٤٩ رقم ٢٤٩٤)، والحاكم في مستدركه: (٢/ ٨٣ رقم ٢٤٠٠) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ"، وابن حبَّان في صحيحه: (٢/ ٢٥٢ رقم ٤٩٨) بنحوه.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (ب، ج).
(٥) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ١٣٥ رقم ١٥٨). ما بين المعقوفتين من المصدر.
(٦) النووي في الأذكار: (١/ ٦٥ رقم ١٣٥). والإمام مالك في الموطأ: (٢/ ٩٦٢ رقم ٨).
(٧) سهل بن سعد الأنصاري الساعدي له صحبة، توفي سنة (٨٨ هـ وقيل ٩١ هـ). ينظر: ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة: (٣/ ٣٩ رقم ٣١٣٤).