قوله: الباب السادس عشر في أذكار الصباح والمساء
  بعد العصر"، رواه أحمد(١)، وقد حقق ذلك أبو البركات عبد السلام بن تيمية(٢) في المنتقى(٣) بعد أن ذكر جميع ما فيها من الأحاديث السابقة وغيرها(٤).
  فروي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ(٥) وَرَسُولُ اللَّهِ ÷ جَالِسٌ: إِنَّا لَنَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّه: «فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسلم(٦) يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا قَضَى حَاجَتَهُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَأَشَارَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «أَوْ بَعْضُ سَاعَةٍ»، فَقُلْتُ: صَدَقْتَ، أَوْ بَعْضُ سَاعَةٍ. قُلْتُ: أَيُّ سَاعَةٍ هِيَ؟ قَالَ: «هِيَ آخِرُ سَاعَاتِ النَّهَارِ» قُلْتُ: إِنَّهَا لَيْسَتْ سَاعَةَ صَلَاةٍ؟ قَالَ: «بَلَى، إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا صَلَّى ثُمَّ جَلَسَ، لَا يَحْبِسُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، فَهُوَ فِي الصَّلَاةِ» رواه ابن ماجة(٧).
  وقد اجتمع أصحاب رسول الله ÷ يتذاكرون في أي ساعة هي (فافترقوا)(٨)، ولم يكن بينهم خلاف أنها آخر ساعة من يوم الجمعة. رواه سعيد في سننه(٩).
  وقال أحمد بن حنبل: إن أكثر الحديث في ساعة الجمعة أنها بعد العصر(١٠)، ونَصَرَ هذا المعنى ابن القيم، ورواه عن جابر أنها بين صلاة العصر وغروب الشمس، قال: وهو قول أكثر السلف، وعليه أكثر الأحاديث(١١).
(١) أخرجه أحمد في مسنده: (١٥/ ٥٤٩ رقم ٩٨٩٢)، وما بين المعقوفتين من مسند أحمد.
(٢) عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن علي بن تيمية الحراني، الحنبلي (مجد الدين أبو البركات)، ولد سنة (٥٩٠ هـ) فقيه، محدث، مفسر، أصولي، نحوي، مقراء. ينظر: كحالة، معجم المؤلفين: (٥/ ٢٢٧).
(٣) ينظر: الذهبي، تاريخ الإسلام: (١٤/ ٧٢٨/٧٤) الصفدي، الوافي: (١٨/ ٢٦٠).
(٤) ينظر: الشوكاني نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار: (١/ ٣٧٠ رقم ١٢٠٢).
(٥) عبد الله بْن سلام بْن الْحَارِث الإسرائيلي الأَنْصَارِيّ، كَانَ اسمه فِي الجاهلية "الحصين"، فلما أسلم سماه رَسُول اللَّهِ ÷: "عَبْد اللَّهِ"، وتوفي بالمدينة سنة (٤٣ هـ). ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب: (٣/ ٩٢١ رقم ١٥٦١).
(٦) في سنن ابن ماجة عبد مُؤْمِنٌ.
(٧) أخرجه ابن ماجة في سننه: (١/ ٣٦٠ رقم ١١٣٩).
(٨) ما بين القوسين ساقط من (ب).
(٩) ينظر: سعيد بن منصور، السنن: (٦/ ٤٥٧ رقم ١٦٢٠).
(١٠) أخرجه أحمد في مسنده: (١٣/ ١١٨ رقم ٧٦٨٨)، بلفظ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ÷ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ ø فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَهِيَ بَعْدَ الْعَصْرِ " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
(١١) ينظر: ابن القيم، زاد المعاد (ص ٣٧٦)، وابن الأمير، محمد بن إسماعيل: التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ، =