قوله: الباب السادس عشر في أذكار الصباح والمساء
  قلت: وعليه غالب قول العترة $، والرواية عن فاطمة الزهراء & بينهم مشهورة في ترقُّبها لآخر ساعة، وتفريغها للدعاء عن سائر الأعمال، والله أعلم.
  أقول: قد لَمَّحتُ أن الأولى خفاؤها؛ لينبعث المرء على العناية في جملة اليوم، وقلت ذلك اختيارا ومناسبة لأمثال ذلك، ثم وجدت نقلا عُزي إلى ابن حجر(١) في شرح الفتح (ظاهره)(٢) الصحة: وهو أن قال: إن حديث أبي موسى أُعِلَّ بِالِانْقِطَاعِ وَالِاضْطِرَابِ، (وبيَّن وجهه)(٣).
  وسرد للعلماء فيها اثنين وأربعين قولا، وانتقد أدلتها جميعا، وليس على قول منها دليل ناهض للاستدلال، ثم قال: قَالَ ابْنُ الْمُنِيرِ(٤) في الحاشية: إذَا عُلِمَ أَنَّ فَائِدَة الْإِبْهَام لِهَذِهِ السَّاعَة وَلِلَيْلَةِ الْقَدْر بَعْثَ الدَّوَاعِي عَلَى الْإِكْثَار مِنْ الصَّلَاة وَالدُّعَاءِ، وَلَوْ وَقَعَ الْبَيَان لَهَا لَاتَّكَلَ النَّاس عَلَى ذَلِكَ وَتَرَكُوا مَا عَدَاهَا، فَالْعَجَب بَعَدَ ذَلِكَ مِمَّنْ يَتَّكِل فِي طَلَب تَحْدِيدهَا. انتهى(٥).
  ولا ينافي تحرِّيها بعد العصر ونحوه - لا على جهة الحكم - أنها في ذلك الوقت قطعا، والله أعلم.
= تحقيق: د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم، مكتبة دار السلام، الرياض، ط ١ (١٤٣٢ هـ/ ٢٠١١ م): (٣/ ١٨٤)، وابن حجر، فتح الباري: (٢/ ٤١٩)، عون المعبود شرح سنن أبي داود، ومعه حاشية ابن القيم: (٢/ ٥٥)، وأبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (٦٩١ هـ - ٧٥١ هـ): مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة تحقيق، عبد الرحمن بن حسن بن قائد، دار عالم الفوائد، مكة المكرمة، ط ١ (١٤٣٢ هـ): (٢/ ٩٠٦).
(١) في (د) لابن حجر.
(٢) في (أ، ب، ج): ظاهر وما أثبتناه من (د).
(٣) ما بين القوسين ساقط من (ب، ج).
(٤) أحمد بن محمد بن المنير المالكي، ولد سنة (٦٢٠ هـ)، عالم مشارك في بعض العلوم كالنحو، والعربية، والأدب، والفقه، والأصول، والتفسير، والبلاغة وتولى قضاء الإسكندرية، وتوفي سنة (٦٨٣ هـ). ينظر: كحالة، معجم المؤلفين: (٢/ ١٦١).
(٥) ينظر: ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري: (٢/ ٤٢٢)، والانتصاف من الكشاف: (١/ ٢٢٠)، والسيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين (المتوفى: ٩١١ هـ): التوشيح شرح الجامع الصحيح، تحقيق رضوان جامع رضوان، مكتبة الرشد، الرياض، ط ١ (١٤١٩ هـ/ ١٩٩٨ م): (٢/ ٨٦٨)، والشوكاني، نيل الأوطار: (٣/ ٢٩٠).