قوله: الباب السادس عشر في أذكار الصباح والمساء
  [عن أبِي سعِيد الخدرِي، قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ÷](١) إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَلَّلَنَا الْيَوْمَ عَافِيَةً، وَجَاءَ بِالشَّمْسِ مِنْ مَطْلِعِهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أَشْهَدُ لَكَ بِمَا شَهِدْتَ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ، وَشَهِدَتْ بِهِ مَلَائِكَتُكَ، وَحَمَلَةُ عَرْشِكَ، وَجَمِيعُ خَلْقِكَ، أَنَّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْقَائِمُ بِالْقِسْطِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، اكْتُبْ شَهَادَتِي بَعْدَ شَهَادَةِ مَلَائِكَتِكَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، وَإِلَيْكَ السَّلَامُ، أَسْأَلُكَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ أَنْ تَسْتَجِيبَ لَنَا دَعْوَتَنَا، وَأَنْ تُعْطِيَنَا رَغْبَتَنَا، وَأَنْ تُغْنِيَنَا عَمَّنْ أَغْنَيْتَهُ عَنَّا مِنْ خَلْقِكَ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي إِلَيْهَا مُنْقَلَبِي» رواه ابن السني(٢)، قال النووي: بإسناد ضعيف(٣).
  فائدة: قال بعض المحققين: الأذكار التي ورد فيها عدد معين: كثلاث مرات، وعشر مرات، ومائة مرة ونحوه مما نُصَّ فيه على العدد، لو زاد الذاكر على العدد المعين، قال في شرح الحصن: يحصل له الثواب المرتَّب عليه، والأجر بما زاد، وليس من الحدود التي نهى الله عن اعتدائها، وليست أيضا مبطلة للذكر، كالزيادة في عدد الطهارة، وكركعات الصلاة(٤).
  قال: وبالغ بعض الناس فقال: إنما الثواب الموعود به على العدد المعين، فلو زاد بطلت الخاصية، قال: وهذا غلط ظاهر، وقول لا يلتفت إليه. انتهى.
  وقد أشار حديث: "إلَّا رَجَلٌ قال مثل ما قال أو زاد" إلى بطلان من ادعى أن الزيادة مبطلة، والله أعلم، وقد تقدمت إشارة إلى ذلك.
(١) ما بين المعقوفتين من عمل اليوم والليلة لابن السني، وفي نسخة (د): فإذا طلعت الشمس قال: ما روي عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله. الخ.
(٢) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ١٢٨ رقم ١٤٧).
(٣) ينظر: النووي، الأذكار: (١/ ١٧١ رقم ٤٧٠).
(٤) ينظر: النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج: (١٧/ ١٧ رقم ٢٦٩١)، والطيبي شرف الدين الحسين بن عبد الله (٧٤٣ هـ): شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، تحقيق: د. عبد الحميد هنداوي، مكتبة نزار مصطفى الباز (مكة المكرمة - الرياض)، ط ١ (١٤١٧ هـ/ ١٩٩٧ م) (٦/ ١٨٢٠).