الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

فصل في شيء مما يقال في مطلق الليل والنهار

صفحة 239 - الجزء 1

  وإذا ابتلي بهمِّ أو دين فليقل ما روي عن أبي سعيد قال: قال: دخل رسول الله ÷ ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يُقالُ له: أبو أُمَامة، فقال: " يا أبا أُمامة؛ ما لي أرَاكَ جالسا في المسجدِ في غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاةِ؟ فقال: يا رسول الله هُمومٌ لزمتني، وديونٌ يا رسولَ الله، فقال: "ألا أُعَلِّمُكَ كلامًا إذا أنت قُلْتَهُ أذهبَ اللهُ ø هَمَّكَ وقَضَى دَيْنَكَ"؟ قال: قلتُ: بلى يا رسول الله، قال: "قُلْ [إذا أصْبَحْتَ] وَإذَا أمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ من الهَمِّ والحَزَنِ، وأعوذُ بِكَ من العَجْزِ والكَسَلِ، وأعوذُ بِكَ من الجُبْنِ والبُخْلِ، وأعُوذُ بِكَ من غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَال"، قال: ففعلتُ ذلك، فأذهب الله ø هَمِّي، وقَضى عني دَيْنِي» أخرجه أبو داود⁣(⁣١)، وذكر هذا الحديث ابن القيم في الهدي⁣(⁣٢)، وأطال الكلام فيه ولمعانيه المتعلقة به مع مخالفة في بعض ألفاظه واتحاد المعنى، ولما كان في هذا ذكر الصباح والمساء اقتضى ذكره هنا، وإلا فسيأتي لنا في الأصل أنه في باب آخر، والله أعلم.

فصل في شيء مما يقال في مطلق الليل والنهار

  وإن كان سنذكر ذلك في باب الذكر المطلق، لكنا سنشير إلى اليسير هنا؛ "مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، يَعْقِدُهُنَّ خَمْسًا بِأَصَابِعِهِ، فِي يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ أَوْ فِي شَهْرٍ ثُمَّ مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، أَوْ فِي (تِلْكَ)⁣(⁣٣) اللَّيْلَةِ، أَوْ فِي (ذَلِكَ)⁣(⁣٤) الشَّهْرِ، غفر الله لَهُ ذَنوبه. رواه النسائي⁣(⁣٥).

  وعن أبي هريرة أن رسول الله ÷ دعا سلمان الفارسي ¦ فقال: «إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ يُرِيدُ أَنْ يَمْنَحَكَ كَلِمَاتٍ مِنَ الرَّحْمَنِ، تَرْغَبُ فِيهِنَّ، وَتَدْعُو


(١) أخرجه أبو داود في سننه: (٢/ ٦٥١ رقم ١٥٥٥) وما بين المعقوفتين من سنن ابي داود

(٢) ينظر: ابن القيم الجوزية، أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن سعد (المتوفى: ٧٥١ هـ): الطب النبوي، تحقيق: السيد الجميلي، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان - ط ١ (١٤١٠ هـ/١٩٩٠ م): (١/ ١٦٥)، والشامي، محمد بن يوسف الصالحي (المتوفى: ٩٤٢ هـ): سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد، تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض، دار الكتب العلمية بيروت، لبنان، ط ١ (١٤١٤ هـ/ ١٩٩٣ م): (١٠/ ٢٢٤).

(٣) ما بين القوسين ساقط من (ب).

(٤) ما بين القوسين ساقط من (ج).

(٥) أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٩/ ١٨ رقم ٩٧٧٣)، وما بين المعقوفتين من سنن النسائي.