الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

[مراتب الصحيح]

صفحة 262 - الجزء 1

[مراتب الصحيح]

  وأما السيد محمد بن إبراهيم، فهو عرف الصَّحيح مسندًا له إلى اصطلاح أهل الحديث؛ فقال في تنقيحه: (إن الصَّحيح ينقسم سبعة أقسام: الأول أعلاها، وهو ما اتَّفق على إخراجه البخاري ومسلم، وهو المعني عند أهل الحديث بقولهم: متفق عليه. والثاني: ما أخرجه البخاري، والثالث: ما أخرجه مسلم، والرابع: ما هو على شرطهما ولم يخرجه واحد منهما، والخامس: ما هو على شرط البخاري، والسادس: ما هو على شرط مسلم، والسابع: ما هو صحيح عند غيرهما من الأئمة المعتمدين، وليس على شرط واحد منهما)⁣(⁣١).

  قال |: والوجه في هذا عند أهل الحديث هو تلقي الأُمَّة بالقبول للصحيحين، ولا شكَّ أنه وجه ترجيح⁣(⁣٢).

  ثم ذكر كلامًا طويلًا في هذا المعنى من أن ما اشتملا عليه هل يفيد الصحة قطعا أم لا ولماذا يفيدها؟ تركناه⁣(⁣٣).

  وقد ترى ما بين الاصطلاحين من التفارق، وإن اتفق المعنى فكلام السيد محمد | فيه تطويلٌ؛ لأن الأقسام السبعة قد دخلت تحت القاعدة المذكورة أول البحث التي عرف بها الصحيح، والله أعلم.

  قلت: والذي يظهر من مواقع أحكام الحديث أنه إذا اختلف في توثيق أحد ورمي بشيء من معلات الحديث، ثم وجدوا أحد الشيخين قد أخرج له حديثًا ألحقوه بالصحيح، كحديث «ماء زمزم لما شُرب له»؛ فقد قدح فيه كثيرٌ ولم يقبله إلَّا القليل؛ لتأكده بالشواهد، ثم حدث به ابن المبارك⁣(⁣٤) عن ابن أبي الموال، عن ابن المنكدر، عن


= المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، ط ١ (١٣٨٩ هـ/ ١٩٦٩ م): (ص ٥٨)، والديباج (ص ٢٤).

(١) ينظر: ابن الأمير، توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار: (١/ ٨٧ - ٨٩).

(٢) المصدر نفسه: (١/ ٩١ - ٩٢).

(٣) المصدر نفسه: (١/ ٩٦).

(٤) عبد الله بن المبارك بن واضح أبو عبد الرحمن الحنظلي ولد سنة (١١٨ هـ)، من أهل مرو كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ، فقيها عالما عابدا زاهدا سخيا شجاعا شاعرا، صاحب التصانيف، توفي سنة (١٨١ هـ،). ينظر: =