نبذة في مصطلح الحديث
  والقسم السابع(١): مخالفة الثقات: وهي إن كانت بتغيير سياق الإسناد فيسمى مدرج الإسناد: وذلك بأن يؤدي الحديث جماعة بأسانيدَ مختلفةٍ فيرويه عنهم راوٍ فيجمع [الكلُّ] على إسنادٍ واحدٍ من تلك الأسانيد ولا يبين الاختلاف، و [الثاني أن] يكون المتن عند راوٍ إلَّا طرفا منه؛ فإنه عنده بإسناد آخر، فيرويه راوٍ عنه تامًّا بالإسناد [الأول]، ونحو ذلك(٢)، إن كان مدرجًا موقوفًا من كلام الصحابة أو من بعدهم بمرفوع من كلام النبي ÷ فيسمى مدرج المتن(٣).
  وإن كانت المخالفة بتقديم أو تأخير في السند(٤) كأن يقول مُرَّة بن كعب في كعب بن مُرَّة(٥)، أو في المتن كأن يقول في السبعة: «حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ»(٦) كما وقع لبعض الرواة وأهل الحديث: «حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه» فيسمى المقلوب(٧).
  وإن كانت المخالفة بزيادة راو في الإسناد المتصل المصرَّح فيه بالسماع فيُسمَّى المزيد
  وإن كانت المخالفة بإبدال الراوي براوٍ آخر، ولا ترجيح لأحد الروايتين على الأخرى فيسمَّى مضطرب الإسناد(٨).
  وقد يكون الإبدال في المتن فيسمى مضطرب المتن، وقد يقع الإبدال لقصد الامتحان كما وقع في امتحان البخاري(٩)، وإن كانت المخالفة بتغيير حرف أو حروف
(١) أي القسم السابع من تقسيم ابن حجر.
(٢) (ينظر: ابن حجر، نزهة النظر: (ص ٤٦).
(٣) وأَمَّا مُدْرَج المَتْنِ: فهُو أَنْ يَقَعَ في المتنِ كلامٌ ليسَ منهُ. فتارةً يكونُ في أوّله، وتارةً في أثنائه، وتارةً في آخِرِهِ، وهو الأكثرُ؛ لأنَّهُ يقعُ بعطفِ جملةٍ على جُملةٍ، أو بدمْجِ موقوفٍ مِن كلامِ الصَّحابةِ، أَو مَنْ بَعْدَهم، بمرفوعٍ مِن كلامِ النبي ÷، مِن غيرِ فصلٍ، فهذا هُو مُدرج المتن. ينظر: ابن حجر، نزهة النظر: (ص ٤٦).
(٤) عبارة نزهة النظر (ص ٤٧) في الأسماء.
(٥) كَعْب بن مُرَّةَ، وقيل: مرة بْن كَعْب البهزي، من بهز بْن الْحَارِث بْن سُلَيْم بْن مَنْصُور له صحبة. سكن البصرة، ثُمَّ سكن الأردن من الشام، توفي سنة (٥٧ هـ)، وقيل: (سنة ٥٩ هـ). ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (٢٤/ ١٩٦ رقم ٤٩٨٢).
(٦) أخرجه مسلم في صحيحه: (٢/ ٧١٥ رقم ٩١ - (١٠٣١).
(٧) ينظر: ابن حجر، نزهة النظر: (٤٦).
(٨) المصدر نفسه: (٤٧).
(٩) المصدر نفسه: (٤٧).