الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب الحادي والعشرون في ذكر شيء مما ورد عند التفرق من المجلس

صفحة 312 - الجزء 1

  حديث عبد الله⁣(⁣١): أخرج ألفاظا يسيرة منه الترمذي وحسنه، والنسائي، والحاكم، وقال: صحيح على شرط البخاري⁣(⁣٢)، ولنذكر روايتهم ففيها فوائد.

  روي عن عبد الله عمر قال: ما كان رسول الله (يقوم)⁣(⁣٣) من مجلس حتى يدعو بهؤلاء - الدعوات لأصحابه: «اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تحُولُ (به)⁣(⁣٤) بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مصائب الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا». زاد الحاكم في أوله: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي»⁣(⁣٥).

  وعن ابن مسعود قال: كان من دعاء رسول الله ÷: «اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ، وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ» رواه الحاكم، وقال: صحيح⁣(⁣٦)، ورواه الطبراني من حديث أنس، وزاد في آخره: «اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لِي ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ، وَلَا هَمًّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ، وَلَا دَيْنًا إِلَّا قَضَيْتَهُ، (وَلَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا قَضَيْتَهَا بِرَحْمَتِكَ)⁣(⁣٧)، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ»⁣(⁣٨).

  وعن أنس: أكثر دعاء النبي ÷: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا


(١) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ يُعَلِّمُنَا هَذَا الْكَلَامَ: «اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ مُنِيبِينَ بِهَا قَابِليِهَا وَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا يَا كَرِيمُ». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٨٢) وعزاه إلى المرشد بالله في الأمالي الخميسية: (١/ ٣٢١ رقم ١١٢٥).

(٢) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ٧٣٣ رقم ٣٩٥٣)، والنسائي في سننه: (٤/ ٢٥٧ رقم ٤٢٦٢)، والحاكم في مستدركه: (١/ ٣٩٧ رقم ٩٧٧)، وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ".

(٣) ما بين القوسين ساقط من (ج).

(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ، ج).

(٥) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ٥٢٨ رقم ٣٥٠٢) والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ١٥٤ رقم ١٠١٦١)، والحاكم في مستدركه: (١/ ٧٠٩)

(٦) أخرجه الحاكم في مستدركه: (١/ ٧٠٦ رقم ٢٥٣٤) وقال: "َهذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ».

(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ، ب).

(٨) أخرجه الطبراني في معجمه الصغير: (١/ ٢١٣ رقم ٣٤١).