قوله: الباب الرابع والعشرون: مما ورد في النكاح
  وأما رواية تبريكه ÷ لعلي وفاطمة @(١) فقد تقدم من حديث الحسن ما يفيد تبريكه ذلك لهما، وَبّرك على جابر بن عبد الله، عند عرسه. أخرجه الشيخان، والترمذي(٢)، ولكن لحديث علي وفاطمة @ زيادة، وهو ما رواه أنس أن النبي ÷ لما زوج عليًّا فاطمة & دخل النبي ÷ الْبَيْتَ، فَقَالَ لِفَاطِمَةَ: «إِيتِينِي بِمَاءٍ» فَقَامَتْ إِلَى قَعْبٍ فِي الْبَيْتِ، فَأَتَتْ فِيهِ بِمَاءٍ، فَأَخَذَهُ ÷ وَمَجَّ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ لَهَا: «تَقَدَّمِي» فَتَقَدَّمَتْ، فَنَضَحَ بَيْنَ ثَدْيَيْهَا وَعَلَى رَأْسِهَا، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» (ثُمَّ قَالَ ÷ لَهَا: «أَدْبِرِي» فَأَدْبَرَتْ، فَصَبَّ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»)(٣) ثُمَّ قَالَ ÷: «إِيتُونِي بِمَاءٍ»، قَالَ عَلِيٌّ: فَعَلِمْتُ الَّذِي يُرِيدُ، فَقُمْتُ، فَمَلَأْتُ الْقَعْبَ مَاءً، وَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَأَخَذَهُ وَمَجَّ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ لِي: «تَقَدَّمْ»، فَصَبَّ عَلَى رَأْسِي وَبَيْنَ ثَدْيَيَّ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُعِيذُهُ بِكَ وَذُرِّيَّتَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» (ثُمَّ قَالَ: «أَدْبِرْ» فَأَدْبَرْتُ، فَصَبَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، وَقَالَ «اللَّهُمَّ إِنِّي أُعِيذُهُ بِكَ وَذُرِّيَّتَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»)(٤) ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ: «ادْخُلْ بأهلك، بسم الله والبركة»، رواه ابن حبَّان في صحيحه(٥).
  رواية ابن عمر(٦): قيل: هي في الانتصار(٧).
  حديث عمرو بن شعيب(٨): رواه أبو داود بالزيادة، والنسائي، وابن ماجة،
(١) فاطمة بنت رسول الله ÷، سيدة نساء العالمين، عَلَيها وعلى أبيها أفضل الصلاة وأتم التسليم. ينظر: ابن عبد البر الاستيعاب: (٤/ ١٨٩٣ رقم ٤٠٥٧).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه: (٥/ ٢٣٤٧ رقم ٦٠٢٤)، ومسلم في صحيحه: (٢/ ١٠٨٧ رقم ٥٦ - (٧١٥)، والترمذي في سننه: (٣/ ٣٩٨ رقم ١١٠٠)، وقال: «حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ».
(٣) ما بين القوسين ساقط من: (ج).
(٤) ما بين القوسين ساقط من: (ب، ج).
(٥) أخرجه بن حبَّان في صحيحه: (١٥/ ٣٩٤ رقم ٦٩٤٤).
(٦) عن ابن عمر أنه قال: يقول الولي: بسم الله والحمد لله والصلوة على رسول الله ÷ أنكحتك على ما أمر الله به من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، ويقول الزوج: بسم الله والحمد لله والصلوة على رسول الله ÷ أوصيكم بتقوى الله قبلت نكاحها منك". ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٩١)، وعزاه إلى ابن بهران في تخريج البحر: (ص ٣٨٨).
(٧) ذكره الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة المتوفى سنة (٧٤٩ هـ): الإنتصار على علماء الأمصار: (٤/ ١٨١).
(٨) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله ÷: «إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادمًا فليقل: اللهمَّ إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما =