الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

فصل: يذكر فيه # كلمات ورد التوسل بها على لسان نبينا محمد ÷

صفحة 409 - الجزء 1

  والذي يستحسنه: السلوك مسلك التأويل وهو مقدَّمٌ، فإن وافق وإلا فكتاب الله أحقُّ، وما خالفه طرح.

  وكنت قد طالعت كتاب المقاصد، وقد روى الحديث من طريق مسلم، والبزَّار، والقضاعي⁣(⁣١)، والديلمي بألفاظٍ متقاربةٍ وبعضها متحدةٌ، وكتبتُ عليه ما معناه: أن الحديث خارج مخرج الحثِّ على الطاعة والتوبة والمبادرة بها، على معنى أن بني آدم كلَّهم خطاؤون وحقُّ من شأنه الخطأ الرجوع والتوبة، وكلامٌ معناه هذا، مع أن معناه النظري دون البديهي لا يخلو عن بعض استقامة فإن (لو) هي الامتناعية السببية على زنة لو لم يأتني لأكرمتك فسبب عدم الإكرام الإتيان، وهذا سبب عدم مجيء الله بقومٍ آخرين ارتكاب بني آدم المعاصي، كما ذلك متحققٌ منهم لا أنَّه حاثٌّ لهم على العصيان كما هو معناه البديهي، ولا براءة لأحد حتى الأنبياء $ يجوز عليهم الخطأ، وقد وقع من كثيرهم ذلك، وهذا معنى مستقيم، وإذا كان هذا شأن بني آدم اختيارًا وعمدًا منهم فحقُّهم التدارك والتحفظ والتذكُّر للذنوب؛ للتباعد منها، والاستغفار إن وقع في شيءٍ منها؛ لأن من غفل عن الذنب وتساهل فيه غفلٌ عن التوبة، وهو المعنى الذي خرج الحديث مخرجه كما ذكرنا، والله أعلم.

  (وعن عبادة بن الصامت⁣(⁣٢) مرفوعًا: «من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ حسنةً». رواه الطبراني)⁣(⁣٣).

  كلمة لا حول ولا قوة ... إلخ

  عن أبي موسى أن النبي ÷ قال له: «قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ»، رواه الجماعة⁣(⁣٤)، ورواه أحمد، والطبراني، وقالا:


(١) محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي، الشافعي (أبو عبد الله) فقيه شافعي، فقيه، مؤرخ، توفي سنة ٤٥٤ هـ)، له الشهاب في الحديث وغيره. ينظر: الذهبي، أعلام النبلاء: (١٣/ ٣٢٦ رقم ٤١٣٢)، ابن عساكر تاريخ دمشق ٣/ ١٦٧، وكحالة، معجم المؤلفين: (١٠/ ٥٢).

(٢) عبادة بن الصامت الخزرجي شهد العقبات الثلاث وجميع المشاهد، توفي سنة (٣٤ هـ). ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب: (٢/ ٨٠٧ رقم ١٣٧٢)، والقاسمي، الجداول الصغرى: (مخطوط).

(٣) ما بين القوسين ساقط من (ج).

(٤) أخرجه أحمد في مسنده: (٣٢/ ٣٨٢ رقم ١٩٦٠٤) عن أبي موسى، و (٣٥/ ٤٣٧ رقم ٢١٥٥٢) عن ابي =