المكافأة السلطانية لبريطانيا على معاونتها للدولة العثمانية في وقف أطماع والي مصر محمد علي باشا⁣^(⁣١) في تكوين إمبراطوريةٍ خاصةٍ به في البلاد العربية على حساب الدولة العثمانية⁣^(⁣٢).

  وفعلًا تَمَّتْ المعاونة من قبل بريطانيا للدولة العثمانية في إجلاء محمد علي باشا عن اليمن وغيره، وذلك في مؤتمر لندن المنعقد (عام ١٢٥٦ هـ - ١٨٤٠ م)، بل وأخذت بريطانيا تنفذ قراراتها بالقوة، ممَّا اضطر محمد علي باشا إلى الجلاء عن اليمن، بعد أن قضت قواته على فلول الوهابيين؛ تنفيذًا للمهمة التي حدَّدتها الدولة العثمانية لمحمد علي باشا، والتي كان قد تجاوزها إلى تحقيق حلمه في تكوين إمبراطورية عربية⁣^(⁣٣).

  وفي (سنة ١٢٦٤ هـ) بايع العلماء المؤلف بعد أن هاجر إلى صعدة مع جماعةٍ من مشايخه الأعلام، وكانت دعوته بمدينة صعدة في شهر شعبان (١٢٦٤ هـ) ثم خرج عنها إلى حوث⁣^(⁣٤)، وخمر⁣^(⁣٥)، وعمران⁣^(⁣٦)، وانتقل إلى مسيب من بلاد حضور، وحاصر صنعاء، واستولى عليها، واستقَّرَ بها (سنة ١٢٦٧ هـ)، ثم اضطر للخروج منها في أحداثٍ كثيرةٍ يطول شرحها، واستقرَّ بهجرة دار أعلى، من بلاد أرحب⁣^(⁣٧) حتى تُوفِّي بها⁣^(⁣٨)، وقد جمع أحداث سيرته الفقيه العلامة محمد بن علي وحيش⁣^(⁣٩).

(١) محمد علي باشا بن إبراهيم آغا، ولد في قُولة التابعة الآن لليونان مؤسِّس آخر دولة ملكية بمصر وأخباره كثيرة، تُوفي سنة (١٢٦٥ هـ). ينظر: الزركلي، الأعلام: (٦/ ٢٤٢).

(٢) ينظر: الحداد، التاريخ العام لليمن: (٤/ ١٤٥).

(٣) المصدر نفسه: (٤/ ١٤٥).

(٤) (حوث): مدينة كبيرة مشهورة تقع شمال غرب صنعاء على بعد (١٢٠ كم) تقريبًا، من أقدم الهِجَرَ العلمية وأشهرها، تُمثِّل اليوم إحدى مديريات محافظة عمران. ينظر: المقحفي، معجم البلدان: (١/ ٥٢٧)، والحجري، مجموع بلدان اليمن: (١/ ٢٢١).

(٥) (خمر): مدينة مشهورة من بلاد حاشد، وهي مركز بني صريم، تقع في شمال عمران بمسافة (٤٠ كم)، تقريبًا. ينظر: المقحفي، معجم البلدان: (ص ٥٨٠).

(٦) (عمران): عاصمة محافظة عمران، وتقع شمال صنعاء على بعد (٥٠ كم) تقريبًا، كانت في السابق إحدى مديريات محافظة صنعاء، واليوم إحدى محافظات اليمن. المصدر نفسه: (ص ١١١٨).

(٧) (أرحب): مديرية من مديرات محافظة صنعاء، تقع في أقصى شمال المحافظة، وفي الجهة الشمالية للعاصمة صنعاء بمسافة (٣٠ كم) تقريبًا. ينظر: الحموي، معجم البلدان: (١/ ١٤٤)، والمقحفي، معجم البلدان: (ص ٥٠).

(٨) ينظر: زبارة، نيل الوطر: (١/ ٢٤٠).

(٩) لم أقف على نسخة من هذه السيرة.