المطلب الثالث: الحالة الاجتماعية

  البيئة والمجتمع لهما الأثر في تشكيل الإنسان؛ فما الإنسان إلَّا ابن بيئته ومجتمعه، واعتاد الدارسون دراسة عصر المؤلف، والحياة الاجتماعية فيه، والملاحظ أن المجتمع اليمني ينقسم في الفترة التي عاشها المؤلف إلى فئاتٍ حسب وصف الشوكاني له؛ فقد قال: وجدت أهلها ما بين صعدة وعدن ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:

  القسم الأول: الخاضعون لولاية الدولة: رعايا يأتمرون بأمر الدولة وينتهون بنهيها، ولا يقدرون على الخروج على كلِّ ما يُردُّ عليهم من أمرٍ أو نهيٍ مهما كان.

  القسم الثاني: الذين لا سلطة عليهم: وهم طوائف خارجون على أوامر الدولة، متغلبون في بلادهم.

  القسم الثالث: أهل المدن كصنعاء، وذمار⁣^(⁣١)، وهم داخلون تحت أمر الدولة، وهم من جملة من يصدق عليهم اسم الرعية»⁣^(⁣٢).

  إذن فالمجتمع اليمني في تلك الفترة ينقسم في حقيقته إلى قسمين: قسمٌ خاضعٌ للدولة، ويقبل كلَّ أوامرها، ويدخل في ذلك أهل المدن الكبار: كصنعاء، وذمار، ونحوهما وقسم غير خاضع لسلطة الدولة وهم في الغالب سكان الأرياف النائية⁣^(⁣٣).

  إضافةً إلى الأقليَّات التي عاشت في اليمن، سواء كانوا من اليهود أوالهنود التجار، وكان يطلق على الهنود التجار (البانيان) و (الرازبورت)⁣^(⁣٤).

(١) مدينة تاريخية تقع جنوبي صنعاء على بعد (١٠٠) كم تقريبًا، وترتفع على مستوى سطح البحر بـ (٢٨٠٠) متر تقريبًا وهي عاصمة محافظة ذمار والمدينة عامرة بالمساجد الأثرية أهمها جامعها الكبير. ينظر: الحجري، مجموع البلدان والقبائل اليمنية: (ص ٣٦٥)، والمقحفي، معجم البلدان: (ص ٦٤٩).

(٢) ينظر: الشوكاني، محمد بن علي: الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني تحقيق: أبي مصعب محمد صبحي حلاق - مكتبة الجيل الجديد - صنعاء - (د، ط) (د، ت): (١١/ ٥٧٣٨).

(٣) ينظر: الحبشي، الأدب اليمني عصر خروج الأتراك من اليمن: (ص ٦٨).

(٤) الرازبورت: هم الراجبورت نسبة إلى مقاطعة في شمال غربي الهند. ينظر: الشهاري، جمال الدين علي بن عبد الله بن القاسم بن المؤيد بالله: وصف صنعاء «مستلٌّ من كتاب المنشورات =