قوله: فصل في الدعاء المقيد بمكان
  قال: أهل مجالس الذِّكْرِ فِي الْمَسَاجِدِ". أخرجه أحمد، وابن حبَّان، والطبراني، وأبو يعلى الموصلي، والبيهقي(١).
  حديث جابر الآخر(٢): أخرج معناه الطبراني عن ابن عباس: قالوا: وما رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «مَجَالِسُ الْعِلْمِ»(٣). وقد رواه محمد بن منصور - |.
  حديث أبي هريرة(٤): أخرجه بطوله مع محمد منصور، البخاري ومسلم وغيرهما(٥).
  حديثه الآخر(٦): أخرجه البيهقي.
  وعدَّ الجزري من محلات الإجابة عند قبر النبي ÷، واستطرد في إغاثة اللهفان، كراهة الدعاء عند القبور، وذكر ما فيه من المفاسد(٧)، وسيأتي زيادة بيان في الزيارة - إن شاء الله تعالى، وقد جمع الْحَسَنُ الْبَصْرِي [من] مواضع الإجابة خمسة عشر محلًّا في رِسَالَتِهِ إلَى أَهْلِ مَكَّةَ - وهو الرجل في التثبت؛ فقال: إن الدعاء مستجاب هنالك - يعني في مكة فِي خَمْسَةَ عَشَرَ مَوْضِعًا: فِي الطَّوَافِ، وَعِنْدَ الْمُلْتَزَمِ، وَتَحْتَ الْمِيزَابِ، وَفِي الْبَيْتِ، وَعِنْدَ زَمْزَمَ، وَعَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَفِي المسعى، وخلف المقام، وفي عرفات، وفي المزدلفة، وفي منى وعند الجمرات الثلاث. انتهى من بعض شروح العدة(٨).
(١) أخرجه أحمد في مسنده: (١٨/ ٢٤٩ رقم ١١٧٢٢)، وابن حبَّان في صحيحه: (٣/ ٩٨ رقم ٨١٦)، والطبراني والدعاء: (١/ ٥٢٧ رقم ١٨٨٨)، وأبو يعلى في مسنده: (٢/ ٣١٣ رقم ١٠٤٦)، والبيهقي في شعب الإيمان: (٢/ ٧١ رقم ٥٣١).
(٢) عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ÷: «ارتعوا في رياض الجنَّة»، قالوا: وما رياض الجنَّة يا رسول الله؟، قال: «مجالس الذكر». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٥٨)، وعزاه إلى الذكر رقم ٦٢.
(٣) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير: (١١/ ٩٥ رقم ١١١٥٨).
(٤) عن أبي هريرة عن رسول الله ÷: «إن لله ملائكة فُضُلًا عن كُتَّاب الناس، يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذِّكْر، فإذا وجدوا قومًا جاؤا فجلسوا إليهم، فيعرفون ذلك كله. قال: فيسألهم الله - وهو أعلم بذلك منهم - فيقول لهم: ما صنعوا؟ قالوا: مررنا بهم وهم يذكرون. قال: فأي شيء يطلبون بذكري؟ قالوا: يطلبون الجنَّة. قال: ورأوها؟ قالوا: لا. قال: فأشهدكم أني قد أعطيتهم الجنَّة. قالوا: يتعوذون من النار. قال: بأي شيء؟ قالوا: بك. قال: ورأوها؟ قالوا: لا. قال تعالى: فأشهدكم أني قد أعطيتهم ذلك. قال فيقولون: إن معهم غيرهم رآهم فجلس. فيقول: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٥٩)، وعزاه إلى كتاب الذكر: (٨ رقم ١٢).
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه: (٥/ ٢٣٥٣ رقم ٦٠٤٥)، ومسلم في صحيحه: (٤/ ٢٠٦٩ رقم ٢٥ - (٢٦٨٩).
(٦) حديث أبي هريرة: «من صلى عليَّ عند قبري سمعته»، أخرجه البيهقي في شعب الإيمان: (٣/ ١٤٠ رقم ١٤٨١).
(٧) ينظر: ابن قيم الجوزية، إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان: (١/ ١٨٥).
(٨) وقد ذكره عبد الرؤوف المناوي (المتوفى: ١٠٣١ هـ): فيض القدير شرح الجامع الصغير، =