مشاهد الفوائد وشواهد الفرائد،

أحمد بن عزالدين بن الحسن (المتوفى: 941 هـ)

فصل: [ما يلزم بعد ثبوت الإمامة]:

صفحة 46 - الجزء 1

  معرفتها: كالتدبير، والشجاعة، والورع، والكرم، وكونه فاطمياً، ونحو ذلك؟!

  فأما العلم: فالأمر ظاهر؛ لأنهم لا يعرفون ذلك إلا من جهة غيرهم، والله أعلم ما وجه ذلك.

  والدليل على وجوب معرفته: قوله تعالى: {وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ}⁣[الأحقاف: ٣٢]، وقوله ÷: «مَن [مَاتَ وَ]⁣(⁣١) لَمْ يَعْرِفْ إِمَامَ زَمَانِهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»⁣(⁣٢)، وقوله: «مَن سَمِعَ وَاعِيَتَنا أهَلَ البَيْتِ، فَلَمْ يُجِبهَا كَبّه الله عَلى مِنخَريه فِي نَارِ جَهنّم»⁣(⁣٣)، وقد أجمعت العترة $ وأتباعهم أن اعتقاد إمامة إمام العصر من الفروض المؤكدة والواجبات المشددة.

فصل: [ما يلزم بعد ثبوت الإمامة]:

  وبعد حصول معرفته وثبوت إمامته: تجب طاعته؛ لقوله - تعالى -: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}⁣[النساء: ٥٩]، فألزم تعالى طاعة أولي الأمر وعطفها على طاعته وطاعة رسوله، والأمر يقتضي الوجوب على الأصح⁣(⁣٤)، وعنه ÷ أنه قال: «تَمَسَّكُوا بِطَاعَةِ أَئِمَّتِكُمْ، لَا تُخَالِفُوهُمْ؛ فَإِنَّ طَاعَتَهُمْ طَاعَةُ اللهِ، وَمَعْصِيَتَهُمْ مَعْصِيَةُ [اللهِ]⁣(⁣٥)، وَإِنَّ اللهَ إِنَّمَا بَعَثَنِي لأَدْعُو إِلَى سَبِيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، فَمَنْ خَلَفَنِي فِي ذَلِكَ فَهُوَ وَلِيّي⁣(⁣٦)، وَمَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ مُسْلِماً بغَيْرِ ذَلِكَ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ


(١) من نسخة (ب).

(٢) مسند الإمام زيد بن علي ص ٢٤٣ بلفظ: «مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ إِمَامٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً إِذَا كَانَ الْإِمَامُ عَدْلَا بَرًّا تَقِيًّا».

(٣) مجموع الإمام الهادي (البالغ المدرك) ص ٦٣.

(٤) وهو مذهب جمهور الزيدية والمعتزلة.

(٥) من نسخة (ب).

(٦) الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم ج ٤ ص ٤٥٦.