مشاهد الفوائد وشواهد الفرائد،

أحمد بن عزالدين بن الحسن (المتوفى: 941 هـ)

فصل: [في أهم أغراض القيام بالإمامة]:

صفحة 53 - الجزء 1

فصل: [في أهم أغراض القيام بالإمامة]:

  ومن أهم الأغراض التي قام لها الإمام: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهما واجبان على المأموم سواء ألزمه الإمام ذلك أو لا، وهما فرض كفاية لا عين؛ قال الله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}⁣[آل عمران: ١٠٤]، و (مِنْ) هنا للتبعيض أي: ليكن منكم، وقال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}⁣[آل عمران: ١١٠] أي: صِرتم خير أمة، ثم بيّن المقتضي لخيرتهم فقال: {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}⁣[آل عمران: ١١٠]، وهذا يدل على شرف الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وقال تعالى: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ٧٩}⁣[المائدة].

  وعن النبي ÷ أنه قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَخْرُجَنَّ مِنْ أُمَّتِي نَاسٌ مِنْ قُبُورِهِمْ فِي صُورَةِ [الْقِرَدَةِ]⁣(⁣١) وَالْخَنَازِيرِ؛ دَاهَنُوا أَهْلَ الْمَعَاصِي، وَكَفُّوا عَنْ نَهْيِهِمْ وَهُمْ يَسْتَطِيعُونَ»⁣(⁣٢)، وقال ÷: «مَا مِنَ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، أوَ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ فِي مَوْضِع يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ»⁣(⁣٣)، وقال ÷: «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ»⁣(⁣٤).


(١) في نسخة (أ): القرود.

(٢) الأمالي الخميسية ج ٢ ص ٣١٩.

(٣) سنن أبي داود ج ٤ ص ٢٧١.

(٤) مسند أحمد بن حنبل ج ٣١ ص ١٢٦.