فصل: [في أهم أغراض القيام بالإمامة]:
فصل: [في أهم أغراض القيام بالإمامة]:
  ومن أهم الأغراض التي قام لها الإمام: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهما واجبان على المأموم سواء ألزمه الإمام ذلك أو لا، وهما فرض كفاية لا عين؛ قال الله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[آل عمران: ١٠٤]، و (مِنْ) هنا للتبعيض أي: ليكن منكم، وقال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}[آل عمران: ١١٠] أي: صِرتم خير أمة، ثم بيّن المقتضي لخيرتهم فقال: {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[آل عمران: ١١٠]، وهذا يدل على شرف الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وقال تعالى: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ٧٩}[المائدة].
  وعن النبي ÷ أنه قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَخْرُجَنَّ مِنْ أُمَّتِي نَاسٌ مِنْ قُبُورِهِمْ فِي صُورَةِ [الْقِرَدَةِ](١) وَالْخَنَازِيرِ؛ دَاهَنُوا أَهْلَ الْمَعَاصِي، وَكَفُّوا عَنْ نَهْيِهِمْ وَهُمْ يَسْتَطِيعُونَ»(٢)، وقال ÷: «مَا مِنَ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، أوَ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ فِي مَوْضِع يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ»(٣)، وقال ÷: «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ»(٤).
(١) في نسخة (أ): القرود.
(٢) الأمالي الخميسية ج ٢ ص ٣١٩.
(٣) سنن أبي داود ج ٤ ص ٢٧١.
(٤) مسند أحمد بن حنبل ج ٣١ ص ١٢٦.