مشاهد الفوائد وشواهد الفرائد،

أحمد بن عزالدين بن الحسن (المتوفى: 941 هـ)

فصل: [في أهم أغراض القيام بالإمامة]:

صفحة 54 - الجزء 1

[شروط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]:

  وشروط الوجوب: [خمسة]⁣(⁣١):

  الأول: أن يعلم الإنسان حسن ذلك الذي يريد أن يفعله.

  الثاني: أن لا يؤدي إلى ترك معروف، أو فعل منكرٍ أكثر من الذي يراد فعله، أو زواله.

  الثالث: أن يعرف أن لقوله تأثيراً.

  الرابع: أن يخلص النيّة، ويقصد وجه الله تعالى لا لحمية ولا عصبية⁣(⁣٢).

  الخامس: أن لا يضر به، وإن صبر على الضرر الذي ينزل به لأجله كان حسناً، كما صبر زيد بن علي #؛ فإنه لما دخل على هشام بن عبد الملك، وعنده يهودي يسب رسول الله ÷، انتهر زيد ذلك اليهودي، فقال هشام الخبيث لزيد: «آذيت جليسنا»، فخرج زيد غاضباً لله وداعياً [إلى الله]⁣(⁣٣) بسبب ذلك، وهو يقول: «من أحب البقاء استدثر الذل إلى الفناء»⁣(⁣٤)، وقد أشار إلى هذه القضية بعض أجلاء السادة البلغاء في زماننا هذا في شعر له فقال:

  وفي هشام وفي زيدٍ أتت جللاً ... ومن كزيدٍ وزيد خيرة الخير

  شمس الأئمة من أبناء حيدرةٍ ... وخير معتجرٍ بالمجد متزر

  دَعا هشاماً إلى التقوى ونابذه ... على المعاصي وسبّ الآل والنذر

  ونال من شاتم الهادي فسَكته ... ولن يُسكَت من عيٍّ ومن حصَر

  فبث دعوته في كل ناحيةٍ ... وكان مخرجه لله في صفر


(١) في نسخة (ب): ستة.

(٢) حاشية (أ): أما الرابع فقد دخل في الوجه الأول، فالشروط أربعة والله أعلم.

(٣) في نسخة (ب): إليه.

(٤) تيسير المطالب في أمالي أبي طالب ص ١٥٧.