فصل: [في أهم أغراض القيام بالإمامة]:
  والكراهة له بالقلب؛ لقوله ÷: «لاَ يَحِلُّ لِعَيْنٍ تَرَى اللَّهَ يُعْصَى فَتَطْرِفَ حَتَّى تُغَيِّرَ، أَوْ تَنْتَقِلَ»(١)، وإذا تعذر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في [أي](٢) جهات الإمام ولم تحصل الشروط أنهي الأمر إليه، وحينئذ يخرج عن العهدة:
  لأمرٍ عليهم أنْ تتمَّ صُدُوره ... وليسَ عليهم أن تتمَّ عواقبه
تنبيه: [عن الهجرة]:
  والهجرة واجبة على من كان في أرض الكفر، أو كان في بلدٍ يحمل على المعصية ولا يمكنه الامتناع منها؛ لمهاجرة النبي ÷ من مكة إلى المدينة، ومهاجرة إبراهيم [ﷺ](٣) من أرض حرَّان(٤) إلى الشام قال إبراهيم: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ(٥) إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ(٦) ٩٩}[العنكبوت]، يعني إلى طاعة ربي وإلى رضا ربي، هذا إذا قلنا بأنا متعبدون بشريعة من قبلنا، وأما من كان في بلد يظهر فيها الفسق كثيراً فالأولى له ذلك؛ اقتداءً بالسلف الصالح ¤ ونفعنا بهم، وقد أوجب ذلك بعض أهل البيت، قال الله تعالى: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}[النساء: ١٠٠]، وروي عن النبي ÷ [أنه](٧) قال: «مَنْ فَرَّ بِدِينِهِ مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ، وَإِنْ كَانَ شِبْرًا اسْتَوْجَبَ الْجَنَّةَ، وَكَانَ رَفِيقَ إِبْرَاهِيمَ، وَنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ
(١) الأحكام في الحلال والحرام ج ٢ ص ٤٥٠.
(٢) من نسخة (أ).
(٣) من نسخة (ب).
(٤) حاشية (ب): كُوْثَى وهي من سواد الكوفة إلى حرَّان، ثم من حرَّان إلى الشام، ولعله غلط من الكاتب، والله أعلم.
(٥) في نسخة (أ) و (ب): مهاجر.
(٦) من نسخة (ب).
(٧) من نسخة (أ).